الإطناب لغة(لسان العرب): هوالبلاغة في المنطق والوصف، مدحاً كان أو ذمّاً.
وأطنب في الكلام : أي
بالغ فيه{2} .
وأشير إلى الإطناب في
كتب عديدة، ولم يعقد له باب خاص قبل ابن قتيبة في كتابه (تأويل مشكل القرآن) الذي حدد
فيه أن للإطناب : المقام الذي يناسبه، والغرض الذي يستدعيه، وذكر له أمثلة كثيرة :
1- مثاله قوله تعالى: " ذلكم قولكم بأفواهكم " .
فذكر كلمة أفواهكم مع
أن القول لا يكون إلا بالأفواه وذلك لتفيد معنى جليلاً وهو أن قولهم لك يكن عن يقين واعتقاد، وإنما هو
لفظ ينطق به اللسان ولا يصدقه القلب.
2- ومن أوفى الشواهد دلالة على فائدة الإطناب، وحسنه، تكرار آية: [فبأيِّ آلاءِ ربِّكُما تُكَذِّبان] من سورة الرحمن، إحدى وثلاثين مرة ؛ لأنه سبحانه وتعالى، عدَّد فيها نعماءه وأذكَر عباده آلاءه، ونبههم على قدرها، وقدرته عليها، ولطفه فيها؛ وجعلها فاصلة بين كل نعمة وأخرى ليعرف موضع ما أسداه إليهم منها .
v ولأن الإطناب زيادة في المعنى فهو يدخل في أقسام الكلام الزائد، ومنه{3} :
1 ـ الإطناب بالتطويل
:
وهو تأدية المعنى بعبارة
أكثر بلا فائدة، مع كون الزيادة في الكلام غير متعيّنة
ومثاله قول الشاعر
العبادي :
وقدّدت الأديم لراهِشيه ........ وألفى قولها كذباً
ومَينا .
فإن (الكذب) و(المين)
بمعنى واحد، زيادة الشاعر لبيت الشعر ليخرج عدولا .
2– الإطناب بالحشو :
وهو زيادة المعنى بعبارة
أكثر بلا فائدة، وه>ه الزيادة تكون في الكلام دون إخلال المعنى :
ومنه قول الشاعر أبي
سلمى :
وأعلم ما في الــيوم والأمس
قبله ........ ولكنني عن علم ما في غدٍ عمي
فإنّ كلمة (قبله) زائدة بدلالة أن الأمس قبل اليوم
.
أقسام الإِطناب {4} :
ينقسم الإِطناب إلى قسمين :
1- إطناب بالبسط :
تصغير الجمل، وتحميلها كثرة المعاني .
2-
إطناب بالزيادة : زيادة في الألفاظ على أصل المعنى .
1 - الإِطناب بالْبَسْط
:
يكون بتكثير الجمل وبسط المعاني، واستعمالِ كلامٍ طويل يُغْنِي عنه كَلامٌ قصير، دون
أنْ تكون فيه ألفاظ زائدة .
مثال : قول الله عزّ وجلّ :
{إِنَّ فِي خَلْقِ
السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي
تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَآ أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَآءِ
مِن مَّآءٍ فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ
وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَآءِ وَالأَرْضِ لآيَاتٍ
لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} (البقرة:164).
في هذه الآية إطنابٌ بالبسط ؛ لتوجيه الأنظار لآيات
كونيَّة دالاَّتٍ على طائفةٍ من صفات الله عزّ وجلّ، منها شمول علمه، وعظيم قدرته،
وكمالُ إرادته، وجليلُ حكمته، وإتقانه وإبداعه لمخلوقاته، وعنايته بعباده .
وهذا "البسط آتٍ من ذكر طائفة مفصّلة من آياته في كونه، كلُّ واحدة منها تدلُّ على كلٍّ هذه الصفات،
فذكرها هو من البسط في إقامة الأدلّة دون زيادةٍ في الألفاظ لدى ذكر كلّ آية منها . مثل قول
الله عزّ وجلّ :
{الَّذِينَ يَحْمِلُونَ
الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ
}(غافر: من الآية7).
إنّ عبارة {وَيُؤْمِنُونَ بِهِ} وَصْفاً للملائكةِ
الذين يَحْمِلُون العرش، وللملائكة الذينَ من حول العرش من الإِطناب بالبسط، وذلك لأنَّ
إيمانهم معلوم من نصوص سابقة التنزيل، ومن كونهم يُسبّحون بحَمْدِ رَبِّهم.
والغرض البلاغيّ من هذا الإِطناب إظهار شرف الإِيمان،
والترغيبُ فيه، والإِشارة إلى أنّ تسبيحهم بحمد ربِّهم ثمرةٌ من ثمراتِ إيمانهم، وليس
تسبيحاً جَبْرِياً كتسبيح السماوات والأرض والشجر والجماد، إذن فهم يملكون جهازاً يُفَكّر،
وجهازاً يؤمن بالإِرادة.
2- الإِطناب بالزيادة : يكون بزيادةٍ في الألفاظ على أصل المعنى الذي يُرادُ
بيانه لتحقيق فائدةٍ ما .
مثال : قول الله عزّ وجلّ : {تَنَزَّلُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا
بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ}(القدر:4).
إنّ عبارَة: {والرُّوح} وهو جبريل من الإِطناب بالزيادة، لأنّ جبريل داخلٌ في عموم
الملائكة، ولكنّها زيادة ذاتُ فائدة، إذ الغرضُ من تخصيصه بالذكر بعد دخوله في
عموم الملائكة الإِشعارُ بتكريمِهِ وتعظيمِ شأنه، حتَّى كأنَّهُ جنْسٌ خاصٌّ يُعْطَفُ
على الملائكة .
v استخدامات الإطناب {5} :-
1 ـ الصلح بين الأفراد، أو الجماعات، أو العشائر
.
2 ـ التهنئة بالشيء .
3 ـ المدح والثناء على أحد .
4 ـ الذمّ والهجاء لأحد .
5 ـ الوعظ والإرشاد .
6 ـ الخطابة في أمر من
الامور العامّة .
7 ـ رسائل الولاة إلى الرؤساء والملوك .
8 ـ منشورات الرؤساء إلى الشعب .
الإسهاب {6} :-
الإطالة في
الكلام من أجل الإيضاح وإيصال المعنى للقارء والمتابع :
حسبما جاء في (الصّحّاح في اللغة)
السَهْبُ الفلاة :، والفرسُ الواسعُ الجَرْي.
وبئرٌ سَهْبَةٌ : بعيدةُ القَعْرِ | ومُسْهَبَةٌ أيضاً
بفتح الهاء.
وحفروا فأسهبوا : بلغوا الرملَ ولم يَخرج الماء.
وأسهَبَ الفرسُ : اتّسع في الجري وسَبَقَ.
وأَسْهَبَ الرجلُ : إذا أكثر من الكلام فهو مُسْهَبٌ
بفتح الهاء، ولا يقال بكسرها، وهو نادر.
وأُسْهِبَ الرَجُلُ على ما لم يُسَمَّ فاعِلُهُ : إذا
ذهب عَقلُه من لَدْغِ الحيةِ .
وما ورد في شرح الإطناب هو إسهاب
لفظ كلمة
لبس {7} :-
تأتي هذه الجملة في الألفاظ الثلاثة ( لَبس \ لُبس \ لبسِ ) وكل حسب موضع الجملة .
لبس :
لبَسَ : لَبساً
عليه الأمر : أي خلطه وجعله متشابها بغيره خافيا .
ولُبساه : جعله يلتبس في أمره .
ونقول :: " لَبسني " أي جعلني ألتبس في أمري .
ولُبساه : جعله يلتبس في أمره .
ونقول :: " لَبسني " أي جعلني ألتبس في أمري .
·
لَبِسَ :
·
لُبساً الثوب : أي استتر به .
·
لبُس فلاناً : أي
تمتع بعشرته ومصاحبته .
·
وتأتي لبسَ بمعنى تغاضيت
أو تناسيت .
مثال : أ – لَبِستُ على فلان أُذني : أي تصاممت ولم أتكلم .
ب – لبست لفلان أُذُنيَّ : أي تغافلت له .
مثال : أ – لَبِستُ على فلان أُذني : أي تصاممت ولم أتكلم .
ب – لبست لفلان أُذُنيَّ : أي تغافلت له .
·
لَبَّسَ عليه الأمر
: أي خلطّه وكذا نفس الكلمة دلسّه .
·
تَلَبَّسَ علي
الأمر : أي اختلط واشتبه وأشكل علي . || وتأتي لَبسَ : أي وضعه على جسمه ليستره .
·
الُّلبسْ : الشبهة
وعدم الوضوح | واختلاط الأمور .
وتأتي : بمعنى ضرب على نفسه الثياب .
وتأتي : بمعنى ضرب على نفسه الثياب .
وكذا اللبسة،
والالتباس، والَلُبوسة، والُلُبوسة : كلها بمعنى الشبهة والاختلاط وعدم الوضوح .
{2} - د. ياسين الأيوبي : http://ejabat.google.com/ejabat/thread?tid=6c2f11b56e88ec32
{3} - ملتقى أهل اللغة : http://www.ahlalloghah.com/showthread.php?t=1788
{4} - ملتقى أهل اللغة : http://www.ahlalloghah.com/showthread.php?t=1788
{5} - ملتقى أهل اللغة : http://www.ahlalloghah.com/showthread.php?t=1788
{6} - موقع الباحث العربي : http://www.baheth.info/all.jsp?term=%D8%B3%D9%87%D8%A8
{7} - المنجد في اللغة والأعلام – دار المشرق – بيروت – ط38 سنة2000 – ص711
0 التعليقات:
إرسال تعليق
أي تعليق مسيئ أو يحوي على كلمات لا أخلاقية سيتم حذفه .. شكرا لكم