الجمعة، 17 أغسطس 2012

الإعلام الإسرائيلي والعرب في الداخل


تمكنت الحركة الصهيونية وبعد الحرب العربية الاسرائيلية عام 1948 وبعد انسحاب الانجليز من فلسطين من إنشاء وتأسيس الدولة اليهودية على معظم مساحة فلسطين (حوالي 77%) من الارض، وحولت المستعمرات اليهودية التي كانت إلى مدن، وشنت حربا على الفلسطينيين وطردت ما يقارب المليون نسمة من الفلسطينيين الذين يقيمون في الضفة الغربية وقطاع غزة وقد تم تقسيم فلسطين الى الضفة الغربية التي كانت تحت الحكم الاردني وكذلك قطاع غزة الذي كان تابعا للإدارة المصرية والحكم العسكري المصري وداخل اسرائيل وهم الفلسطينيين الذين لم تستطع اسرائيل إخراجهم في حرب ال48
وفي هذه الأثناء انقطعت الصحافة الفلسطينية عن الظهور بسبب الحرب (48) ولكنها عادت للظهور من جديد في كل من الضفة والقطاع وداخل اسرائيل ولكنها كانت تصدر داخل اسرائيل على شكل صحف اسرائيلية حسب القانون الاسرائيلي .
بعد أن تمكنت اسرائيل بعد انسحاب القوات البريطانية القيام في 1947 ابقت كل التجمعات الفلسطينية من أصحاب فلسطين الأصليين الذين لم تستطع تهجيرهم مع ملايين اللاجئيين الذين طردتهم من فلسطين وهدمت قراهم وأقامت مستوطنات، أصبحت فيما بعد مدننا اسرائيلية ولكن كيف كان وما زال يتعامل الاعلام الاسرائيلي في هذه المناطق (اراضي ال48)؟.

تحشيد الرأي العام في الغرب، وزرع القناعة في الوعي الغربي بأهمية وجود "إسرائيل" للدفاع عن الحضارة والمصالح الغربية، وتشويه صورة العرب وقلب الحقائق وتزييفها .. عناوين رئيسية للفعل الإعلامي الخاضع للسيطرة الصهيونية، والذي يلقى الدعم من جهات الغرب الرسمية، ولاسيما في الولايات المتحدة، حيث يتحول قاتل مجرم مثل شارون إلى رجل سلام!
.

هذا الفعل الإعلامي بدأ بالعلم بقوة، بعد الشعور القوي بخطورة التزايد الديموغرافي للعرب في الداخل الفلسطيني، فبزيادة أعدادهم بدأت اسرائيل تخشى على يهودية الدولة، ولأن الإعلام هو السلطة الرابعة عمدت إسرائيل إلى استخدامه كوسيلة منذ قيام دولة إسرائيل عام 1948 قامت بالتركيز على قطاعات عديدة، ومنها الإعلام، فإسرائيل منذ أن بعثت فكرة قيام وطن قومي لليهود في فلسطين استخدمت الإعلام بشكل كبير، واستخدمت الدعاية لتحسين صورتها وكسب الرأي العالمي.
 ففي عام 1948 قامت إسرائيل بتهجير ما يقارب 800 الف فلسطيني من أراضيهم، ورغم ممارسات التضييق على الفلسطينيين إلا أن بعضهم بقوا في أراضيهم داخل الخط الأخضر، واستخدمت إسرائيل في ذلك الإعلام المرئي، والإعلام المقروء، والإعلام المسموع، للتضيق عليهم، ومع ظهور شبكة أصبح لكل صحيفة موقع خاص بها على شبكة الإنترنت، حتى بعض المواقع أصبحت تستخدم فقط للتضييق على الفلسطينيين.
فهناك موقع اسرائيل باللغة العبرية أورد خبر كالأتي: (متى يهتز العالم أمام الإجرام الفلسطيني بحق المواطنين اليهود العزل ) فنلاحظ أن هذا الخبر احتوى على كلمة الاجرام الفلسطيني، وهذا يدل على أن الفلسطينيين هم مجرمين مقارنة مع الجرائم التي يقوم بها الجيش الاسرائيلي، ولا ننسى حرب لبنان التي راح ضحيتها ما يقارب الالف شهيد ، والتدمير الذي لحق بلبنان ، وبالخصوص الجنوب اللبناني ، ولا ننسى ايضا حرب غزة المدمرة التي راح ضحيتها ما يقارب 1400 شهيد والتدمير الذي لحق بالقطاع الذي لا زال يعيش اهاليه على مأساة هذه الحرب ، فبشكل عام لا يوجد ادنى وجه للمقارنة بين افعال الفلسطينيين والاسرائيليين.

السكان في إسرائيل [1]
يبلغ عدد سكان إسرائيل حوالي 7.88 مليون نسمة وفق تقديرات عام 2012، بما في ذلك سكان القدس ومنهم:-
حوالي 200 ألف إسرائيلي، و 250 ألف عربي في القدس الشرقية، وكذلك سكان المستوطنات والبالغ عددهم 270 ألف في مستوطنات الضفة الغربية و 20 ألف إسرائيلي في الجولان.
وتشكل الفئة العمرية من (15-64) سنة نسبة 64.2% من السكان وتبلغ نسبة النمو السكاني السنوي حوالي 1.6% .
ويشكل اليهود ما نسبته 75.3% من السكان. ويتم توزيعهم في إسرائيل حوالي 5,931,000 من يهود السابرا (المولودين في إسرائي) وتبلغ نسبتهم 72% ، وحوالي 19% من يهود عوليم (وهم من أوروبا واميركا )، وحوالي 9% من آسيا وافريقيا.
أما العرب فقد بلغت نسبتهم 20.6%، ويشكل المسلمون من هذه النسبة حوالي 83% من مجموع السكان العرب في إسرائيل، منهم 10% من البدو ويسكنون في صحراء النقب، وتصل نسبة المسيحيون إلى 9% من السكان - وهم الذين يعدون من أكثر فئات المجتمع الإسرائيلي تعليما وحصولا على الشهادات العلمية، إذا بلغت نسبة الحاصلين على الشهادات الجامعية 68% -، بينما يشكل الدروز نسبة 8% من مجموع السكان.

الكنيست الإسرائيلي والتمثيل العربي:
يأتي تعريف الكنيست ومعناه بالعبرية: "المجمع":- هو البرلمان الإسرائيلي ويتركز فيه عمل التشريع ومراقبة الحكومة الإسرائيلية. وعدد النواب فيه يبلغ 120 نائبًا، وينتمي كل منهم إلى حزب مسجل ويعمل ممثلا لهذا الحزب.

شروط الالتحاق بالكنيست:
من حق كل إسرائيلي يبلغ عمره 21 عاما أن يرشح نفسه للكنيست من خلال الانضمام إلى حزب مسجل أو تسجيل حزب جديد
أما الفئات الأخرى من غير اليهود والأقليات، فهي لا تحتاج إلى قوانين تحفظ حقها، وهو ما ينطبق على الجالية العربية في الداخل، فالترشح والانتخاب يتم بأن تكون منتسبا إلى حزب سياسي، وبناء عليه فإن النواب العرب في الكنيست بلغ عددهم 14 عضوا للكنيست الثامن عشر، وهم كالتالي:-
النواب العرب في الكنيست الإسرائيلي ([2])
الاسم
الحزب (أو الأحزاب)
ملاحظات
إبراهيم صرصور
القائمة العربية الموحدة

أحمد الطيبي
الحركة العربية للتغيير

أيوب القرا
الليكود
درزي، نائب رئيس الكنيست سابقاً
جمال زحالقة
التجمع الوطني الديمقراطي

حمد عمار
إسرائيل بيتنا
درزي
حنا سويد
حداش

حنين زعبي
التجمع الوطني الديمقراطي
أول امرأة عربية تنتخب على قائمة حزب عربي
سعيد نفاع
التجمع الوطني الديمقراطي
درزي
طلب الصانع
الحزب الديمقراطي العربي، القائمة العربية الموحدة
بدوي
عفو إغبارية
حداش

غالب مجادلة
حزب العمل
1_ أول وزير عربي مسلم، وزير بلا حقيبة (2007)،
2_ وزير العلوم والثقافة والرياضة (2007 ـ 2009)
مجلي وهبي
الليكود، كاديما
درزي، نائب رئيس الكنيست سابقاً، تولى رئاسة إسرائيل لفترة وجيزة أثناء غياب موشيه كتساف في عطلة، نظراً لتزامن هذه العطلة مع غياب رئيسة الكنيست.
محمد بركة
حداش
نائب رئيس الكنيست سابقا
مسعود غنيم
القائمة العربية الموحدة


مشاكل الإعلاميين في الداخل الفلسطيني([3]) :-
في رصد لمشاكل الإعلاميين الفلسطينيين في الوسط الإسرائيلي، وجدنا من خلال البحث في المواقع وخلال المقابلة التي أجريناها مع الإعلامي الفلسطيني محمد خيري([4]ض) أن هنالك هنالك مشاكل عدة يعاني منها الإعلاميون والصحفيون في الداخل الفلسطيني، ومنها:-
1_ قليل من العرب يتقدمون للعمل مع وسائل الإعلام الإسرائيلية إذ أنهم لا يقبلون فيها.
2_ وسائل الإعلام العربية لديها صعف في الإمكانيات والأدوات. وعدم التقدير المادي والمعنوي وصعوبة الحركة والتحرك وهي قيود مفروضة على العربي ككل
3_ كثير من الصحفيين في الداخل الفلسطيني لا يملكون بطاقة صحفية تمكنهم من العمل والتنقل بسهولة.
4_ عدم وجود تعاون بين الدولة الإسرائيلية والإعلام العربي المحلي.
5_ قيود مفروضة من أصحاب العمل باستبعاد مواد صحفية؛ خشية أن تضر بالمصالح الإعلانية.
6_ إنتشار الصحافة المبتذلة والتي تعتمد على الخبر السريع والصورة، كموقع بانيت وبكرا48، وغيرها.
7_ عدم وجود أي إطار ينظم عمل الصحفي في الداخل الفلسطيني، ويؤدي إلى التطوير المهني في الصحافة.
8_ عدم تفاعل السياسيين الإسرائيليين مع الصحفيين العرب، ومحاولة التهرب منهم.

وفي الحديث عن عنصرية الإعلام الإسرائيلي وما يكتبه أدبائهم وكتابهم ضد الفلسطينين، نورد جزءا منها هنا، والتي اقتضبت من موقع إسرائيل بالعربي كوم:-

ها هي حنين الزعبي !!! امرأة لا تمثل أحدا !!! ([5])
نائبة  في البرلمان الإسرائيلي، ومن أكثر النواب العرب غدرا وخيانة، لا مبادئ لها ولا قيم.
قد يعتبرها البعض مناضفلة عربية !!، لكن الحق كل الحث إذا انطلقنا من الجانب الفكري العربي سنراها مجرد "مدعية" لا تمثل النضال أبدا، ولا تلاقي معه كونها تعترف بدولة إسرائيل وتعيش من خزينة الدولة العبرية، لا بل تحمل جنسية "الإسرائيلي" الذي يعتبر عدوا لما يسمى قضية نضالها.
أما إسرائيليا، فهي مجرد خائنة وعميلة، تجالس أعداء الدولة التي تمثل شعبها "للأسف"، وتتعاون مع قاتلي مواطني إسرائيل علنا.
الم يحن الأوان إلى تجريد هذه المرأة من الجنسية الإسرائيلية؟ الم يحن الوقت لنزع صفتها التمثلية للأمة الإسرائيلية ورفع الحصانة عنها وسوقها إلى التحقيق والسجن بتهمة الخيانة العظمى.
لقد شاركت بدعم سفينة مرمرة لكسر حصار إسرائيل عن الإرهاب وها هي تجتمع بقيادات حركة حماس الإرهابية، ولا نعي أيضا ما الخطوات التي أقدمت عليها.
فإذا كانت تعتبر نفسها "مناضلة" عربية فتدخل التاريخ من بابه الأسود من غزة ولتمارس نضالها هناك، وحالها حال أمثالها.
آن الأوان ليضم مجلس الشعب الإسرائيلي، إسرائيليون بكل ما للكلمة من معنى.
نريد نوابا يعترفون بكياننا ويدافعون عنه في وجه العدو لا أن ينحروه بمصادقة ومعاونة الإرهاب.

جاءوا دولة إسرائيل من أجل تحرير ما يسمى فلسطين ([6]).
جاءوا بشعار " السلام"، الفارغ المعنى من العدل والحق. فالدعاة السلام لا يمكنهم ان ينادوا به مفرغين اياه من فحواه إلا وهو الحقيقة التي تقول أن ارض "بلستينة" كانت منذ البدء ولا زالت "اسرائلية".
إلى هؤلاء نقول: شكرا أنكم جئتم دولتنا، لأنه لولا إيمانكم بها كدولة ديمقراطية، حرة، تحترم حقوق الانسان لما فكرتم بأن تطأ أقدامكم أرض مطارها الرسمي. ولكن قبل عودتكم الى دياركم لا بد من تحميلكم الرسالة التالية :
أن دولة إسرائيل الأبدية والسرمدية لم تعتد على يوما على حقوق غيرها، بل جاءت تستعيد حقها في الوجود، مادة يدها الى كل من عاش المنطقة.
جئتم وفي ذهنكم أنكم تدافعون عن العدل وعن الانسان، والحقيقة انكم لستم سوى شهود زور، لأنكم لا ترون إلا ردة الفعل الاسرائيلية في الدفاع عن شعبها ولم ترو الهمجية الفلسطينية في قتل الاسرائيلي.
نصيحتنا: اتركوا "السلام" لأنصاره وأبنائه الحقيقيين، لأنكم غير عادلين ولا تعرفون الانسانية معنى. وقبل أن نودعكم، ننصحكم بالذهاب الى سوريا وغيرها من الدول العربية حيث الانسان مقموع، مذلول، مهمش ولا كرامة له. يحتاج الى جهودكم أكثر .. اذا كان لجهودكم معنى وهدف سوى "الخراب".
وفي الختام، قولوا لمن أرسلكم، وللمحور الذي مولكم، شكرا لأنكم جئتم لتحرير فلسطين، ولكن لا حاجة إلى ذلك لأن فلسطين حررت منذ زمن وهي تدعى اليوم اسرائيل.

إلى متى سيستمر الفلسطنيون وأعوانهم في خداع العالم؟ ([7])

اعتمد العرب الفلسطنيون ومن يلف لفهم منذ بدء الصراع مع شعب إسرائيل، على تزوير وتشويه الحقائق، حتى باتت صناعة يعتمدونها باحتراف، إن في إخراج الافلام المشوهة للحقيقة، أو في تركيب الصور بواسطة الفوتوشوب وغيره من البرامج.
يفشل البعض في فهم أسباب إقدام السلطة الفلسطينية ومنظمة حماس الإرهابية وأعوانهم من اتباع الأنظمة التوتاليتارية على استخدام الأموال الطائلة من أجل تزوير التاريخ، و"تزييف" الأخبار بنشر الكذب والرياء ضد شعب اسرائيل وحكومته. السبب ببساطة واضح ومعلوم لمن يعود إلى جوهر وأساس القضية التي تعرف بالصراع "الفلسطيني – الاسرائيلي.
فلا يوجد حقيقة للعرب الفلسطنيين، بل لا تاريخ لهم في هذه الارض، والعدل ليس من أنصارهم، لذلك ينتهجون أسلوب الإجرام والغش للنيل من احترام وكرامة الإسرائيليين وتصويرهم للعالم بصور مغايرة للحقيقة عبر الوسائل الإعلامية العربية.

الإعلام في إسرائيل والإعلام العربي
عند التعامل مع الإعلام الإسرائيلي لا التعامل مع الإعلام العربي المحلي في الداخل، فهو جزء لا يتجزء من الإعلام في إسرائيل وهو يخضع لقوانين الإعلام الإسرائيلية والتي تسري على جميع وسائل الإعلام هنالك.
وكما يورد مركز إعلام([8]) في إحدى دراسته عن الواقع العربي في إسرائيل، فإننا أوردنا الدراسة عن "الإعلام في إسرائيل ([9])" كاملة كما أتت في الدراسة، وهي:-
الفلسطينيون العرب في إسرائيل هم أقلية أصلانية تشكل 18% من المجموع   الكلي للسكان. تدل الأبحاث ورصد وسائل الإعلام العبرية على أن تمثيل المواطنين العرب في التقارير الصحفية العبرية يصل الى 1% فقط، و80-90% من هذه التقارير تغطي العرب بصورة سلبية. تصل نسبة العرب الفلسطينيين في طواقم العمل في المؤسسات الإعلامية الإسرائيلية بالكاد الى 0.03-1%. من ضمن ذلك، العرب الفلسطينيين مستثنين كليًا من الإشتراك في عملية وضع السياسيات الإعلامية، ويعتبر تمثيلهم في إدارة مؤسسات التنظيم الإعلامي الرسمية منقوص.
في هذا السياق، لا يمكن الفصل بين الإعلام الإسرائيلي الرسمي وغير الرسمي. ترسخت هذه الحالة ليس فقط عطفًا على الرقابة الحكومية فقط، وإنما بسبب قوة الأيديولوجية الإسرائيلية المهيمنة في وسائل الإعلام التي تسعى الى تعزيز البعد اليهودي للمجتمع الإسرائيلي ودعم الثقافة اليهودية وتوثيق العلاقات مع اليهود في الشتات، على حساب إستثناء، بل وفي بعض الأحيان إلغاء صوت المواطنين العرب تمامًا. بالإضافة الى ذلك، تتحكم الدولة بمفهوم وصورة "المجتمع المدني" لتفرض صورة "المجتمع المدني اليهودي".
عندما يظهر العرب في التقارير الإعلامية الإسرائيلية يظهرون كـ"خطر أمني" أو كـ"خطر ديموغرافي". تتجاهل هذه المفاهيم كليًا الرؤيا والخطاب السياسي والثقافي العربي، وتعيد تفسير هذه المصطلحات كـ"أعداء الدولة" من المنظور الأمني للمؤسسة الإسرائيلية. في الحالات النادرة التي يتداول فيها الخطاب الإعلامي موضوع العنصرية في منح الحقوق للمواطنين العرب في إسرائيل، يقتصر الحديث حول موضوع رفع الميزانيات هنا أو هناك، ولا يتوسع حول موضوع الإنخراط الجدي للعرب في الحيز المدني والسياسي كمواطنين متساوين، أو كمجموعة قومية شرعية ذات حقوق ديموقراطية والقوة لإقرار مصير المجتمع.
في واقع يكون فيه فصل وجودي تام بين المواطنين العرب واليهود، يلعب الإعلام دورا حاسما ومهما في صقل الرأي العام الإسرائيلي، خصوصا أنه في الكثير من الأحيان يكون الإعلام الإسرائيلي المصدر الوحيد بالنسبة لليهود لمعلومات عن المواطنين العرب. حتى في "المدن المختلطة"، هناك في معظم الأحيان فصل بين الأحياء العربية واليهودية، ويظهر التباين في توزيع الميزانيات بشكل ملحوظ.
تكاد العلاقات اليومية المبنية على التساوي بين الطرفين أن تكون نادرة، خصوصا أنه يندر وجود العرب في أماكن العمل التي تناشد العمل التعاوني وغير الإستغلالي، مثالاً على ذلك الجامعات أو مناصب اتخاذ القرارات في المؤسسات الحكومية أو مؤسسات أخرى.
يعجز الإعلام العبري بشكل دائم أن يغتنم الفرصة للنهوض بمسؤوليته في نشر معلومات متوازنة ودقيقة ودعم قيم الديموقراطية والمجتمع الأهلي التعددي. يرتكز عمل مشروع "الحقوق الإعلامية" الذي تنفذه مؤسسة "إعلام" على تصحيح هذه الإختلالات في التوازن عن طريق المرافعة والتوعية والتحشيد أمام المؤسسات الحكومية والخاصة.

الإعلام العربي المحلي والمشاكل التي يعاني منها([10]).
فيما يتعلق بالإعلام العربي المحلي، لا تختلف طريقة تعامل النظام السياسي والإقتصادي الإسرائيلي في نزع الشرعية عن المواطنين العرب، وتستمر الدولة في التمييز ضد العرب حتى في المشهد المحلي. تبين الدلالات التالية التحديات التي نواجهها بالتفصيل:
أسس إقتصادية ضعيفة وضغوطات إقتصادية: نصف العائلات العربية تعيش تحت خط الفقر، حيث يصل معدل متوسط الدخل بين الفقراء الى 33.3% تحت خط الفقر، وتعتبر نسبة الأطفال الفقراء في إسرائيل الأعلى من بين ما يسمى بـ"الدول المتقدمة"، وفي نفس الوقت يعيش 60% من الأطفال العرب في إسرائيل تحت خط الفقر. لا توجد شركات كبيرة بملكية عربية والتي بإمكانها الاستثمار في الإعلام العربي، وهناك فقط صحيفتين يوميتين في الصحافة العربية، وإثنتاهما مثقلات بالأعباء المالية والتمويلية، إلى جانب عشرات الصحف الأسبوعية المحلية والقطرية، ومواقع إنترنت إخبارية قليلة.
تميل الشركات الإسرائيلية الى تخصيص 1-1.5% فقط من ميزانية الحملات الدعائية لجمهور الهدف العربي. بخلاف الإعلام العبري، يعتمد الإعلام العربي بشكل كبير على إعلانات "اللابام"؛ وهو جهاز الإعلانات الحكومي. تؤدي هذه التبعية إلى فرض القيود على سياسات التحرير وتضعضع الاستقلالية الإعلامية، كما تؤثر سلبيا على حرية التعبيرعن الرأي والتعبير الحقيقي عن الطموحات السياسية والإجتماعية للمجتمع العربي.
قيود قانونية وسياسية: بعكس الإعلام المكتوب، تحتاج جميع وسائل الإعلام المرئية والمسموعة إلى تصريح قانوني للعمل يكون على شكل "رخصة عمل". أُعلنت السلطات الإسرائيلية منذ عام 2003 عن مناقصة واحدة فقط لقناة راديو تجارية تبث برامج باللغة العربية وموجهة للمجتمع العربي. نجح "راديو الشمس" في الحصول على رخصة البث في هذه المناقصة في شهر تموز 2003، ويعتبر "راديو الشمس" قناة الراديو الوحيدة في البلاد بملكية عربية، وتبث في نطاق محلي وليس قطري.
من جهة أخرى، هناك خمس قنوات راديو بملكية يهودية تبث في نطاق قطري والعشرات من القنوات التي تبث في نطاق محلي. من هذه القنوات، فقط قناة واحدة- الإذاعة العامة "د" أو "صوت إسرائيل"- تبث برامج باللغة العربية، وهدفها المعلن هو ترويج إسرائيل بأعين العرب، محليا وإقليميا، مما يتناقض في أغلب الأحيان مع احتياجات المواطنين العرب المحليين.
أما بالنسبة للقنوات التلفزيونية العربية، فلا توجد في إسرائيل أي قناة تلفزيونية تبث باللغة العربية أو ذات ملكية عربية.
الرقابة، الضغوط السياسية والعنصرية: عادة ما يكون الصحافيين العرب والإعلام العربي هدفا لقيود توضع عليهم للحد من حقهم في التعبير عن الرأي. كشف ووثّق مركز "إعلام" العشرات من الحالات التي تم فيها انتهاك حقوق الصحافيين العرب والإعلام العربي، يشمل هذا: تقديم لوائح اتهام، إغلاق صحف، تحقيقات طويلة، اعتقالات ومماطلة، الحد من حرية الحركة، الإهانات والتفتيش غير الضروري، الاعتداء الجسدي، إلغاء وعدم تجديد التصريحات على أشكالها، الرقابة، والتحريض الذي يصل حتى منصة الكنيست (البرلمان).
مثال واضحا على ذلك هو الإجراءات القانونية التي مورست ضد محرر وصحفي في صحيفة "صوت الحق والحرية" والذي قُدمت ضده لائحة اتهام بشبهة "التحريض على العنف أو الإرهاب"، حسب التصحيح 144د2 للجزء 1977-5737 من قانون العقوبات. صار هذا التصحيح قانونا أياما قليلة فقط قبل تطبيقه ضد هذا المحرر وتقديم لائحة الاتهام ضده، والتي تتعلق بتفسير لآية قرآنية في مقال نشر في تاريخ 07.06.2002، بالرغم من أنه خضع هذا المقال إلى معاينة الرقيب الإسرائيلي قبل نشره في الصحيفة في التاريخ المذكور وتمت الصادقة عليه.
نقص في الفرص التعليمية وفي التدريب العملي: غالبية الصحفيين العرب لا يكملون تعليمهم الأكاديمي، وفقط نسبة ضئيلة جدًا من الطلاب الجامعيين العرب يختارون إكمال تعليمهم العالي في مجال الإعلام والصحافة. لا توجد أي مؤسسات تدريبية إعلامية تقدم خدماتها في اللغة العربية، ولا تتوفر تقريبا أي مواد تعليمية في هذه اللغة أيضًا. تهدف البرامج التدريبية والمواد المرجعية التي تقدمها الجامعات الإسرائيلية والمؤسسات الأكاديمية الأخرى إلى تطوير المشهد الإعلامي العبري ومصمَّمة لخدمة المجتمع اليهودي حيث تأخذ بعين الاعتبار ثقافتهم المميزة وهويتهم واحتياجاتهم، بينما تهمل المشهد الإعلامي العربي والمجتمع العربي واحتياجاته ككل. هذا يعني أنه تتوفر لدى الطالب الأكاديمي العربي فرصا محدودة جدًا لكسب الخبرة العملية والمهارات في الصحافة العربية المرئية والمسموعة والمكتوبة.
مهنية بمستوى منخفض: يتميز الإعلام العربي بسبب الحالة الاقتصادية- بشكل جزئي- إلى أن يكون 1) ذا طواقم صغيرة تفتقر إلى التخصص، حيث يجد الصحفيين أنفسهم في أغلب الأحيان يحررون مواد سياسية تارة، ويكتبون مواد للقسم الترفيهي من الصحيفة تارة أخرى، مما يترك لهم القليل من الوقت لتحضير وكتابة تقارير استقصائية. 2) عدم اكتراث أصحاب وسائل الإعلام بتنمية قدرات الطواقم الصحفية، وميولهم غالبا لتشغيل الصحفيين ذوي الأجور المنخفضة بدلاً من الصحفيين المهنيين.
نقصان في التنظيم والتمثيل والوعي: لا يوجد أي اتحاد مهني يمثل ويدافع عن حقوق الصحفيين العرب. بناء على ذلك، لا يملك الصحفيون العرب معرفة حقيقية ولا يعون حقوقهم في الاتصال وفي مزاولة المهنة. يمتنع الصحفيون وأحيانا المحررون عن طلب الاستشارة والمساعدة القانونية عندما يواجهون ضغوطا اقتصادية أو سياسية أو خطر الإغلاق أو عندما يُمنعون عن مزاولة عملهم. بالإضافة إلى ذلك، وبسبب شح فرص العمل للصحفيين العرب، يقبل هؤلاء الصحفيون العمل تحت ظروف ومرتبات سيئة وأقل من المطلوب، وأحيانا يُضعفون فرص زملائهم خلال المنافسة على العمل.
بالرغم من المعيقات هذه والتقصير،لا تزال المؤسسات الإعلامية الصحفية العربية، لا سيما الصحف، وسيلة مهمة للحصول على المعلومات بالنسبة للعرب في إسرائيل لأنها تمثل إحدى الآليات المعلوماتية الوحيدة التي تبحث الواقع الفريد من نوعه للمجتمع العربي في إسرائيل بشكل مباشر.
نادرا ما تغطي القنوات التلفزيونية الفضائية العربية أو الصحف العبرية أو قنوات التلفزيون والراديو الإسرائيلية مواضيع تتعلق بالعرب في إسرائيل، كما أنها لا تعتبرهم مجموعة هدف أو جمهور، بينما يقدم الإعلام العربي تحليلات لمواضيع سياسية محلية، وغالبا ما تكون شريكة في تصميم الرأي العام العربي في إسرائيل، وفي وضع الأجندة الشعبية والسياسية لهذه الأقلية الأصلانية. لهذه الأسباب وغيرها، من المهم تمكين الصحفيين العرب والمؤسسات الإعلامية المحلية وتقديم المساعدة وتوفير الاستشارة القانونية لهم، وتوفير برامج بناء القدرات والدورات التدريبية وورش العمل التي تعلم أسس الحقوق الصحفية، وتقديم مبادرات أخرى من هذا القبيل.

العرب في الداخل من وجهة نظر إعلامية عربية
هنا عرض للمقابلة مع الإعلامي في الداخل الفلسطيني محمد خيري، والتي عرض فيها مشاكل العرب مع الإعلام الإسرائيلي وعنصريته([11]).

ما هو وجهة نظر الإعلاميين العرب عن الإعلام الإسرائيلي وتفاعله مع العرب؟
ليست هناك أي نقطة التقاء بين الفلسطينيين بالداخل والإعلام الإسرائيلي، هي علاقة قائمة على ركيزة المصالح أو العدوانية في أغلب الحالات والمواقف، إذ الإعلام الإسرائيلي في الأغلب هو إعلام حزبي أو حكومي، يمضي تُسيره أجندة صهيونية تؤثر فيه سياسات الدولة وتوجهه، فهو مرتبط بشكل مباشر أو غير مباشر مع مؤسسات حكومية أو مملوك لرجال الإعمال من ذوي المصالح المرتبطة بالعسكر وحكومة الاحتلال ذاتها، فنرى وسائل الإعلام الإسرائيلي مجرد أبواق صهيونية تنطق بلسان الحكومة، وعلى الرغم من سعي بعضها لإضفاء صبغة اليسارية والحيادية على صفحاتها " هآرتس" مثال، إلا أنها سرعان ما تعود إلى إسرائيليتها في الوقت المناسب، هذا ما نشعر به ونراه متحققا  خلال الحروب خاصة، إذ لا نرى " الرأي ولا الرأي الآخر" في إعلام إسرائيل.
 على كل حال الإعلام الإسرائيلي لا يعطي الفلسطينيين في الداخل أيا من حقوقهم وخاصة القانونية، إذ ينص القانون على أن للأقلية العربية في الداخل نسبة تعادل 20% من البث التلفزيوني والحيز الإعلامي، بلغتهم لنقل ثقافتهم وشؤونهم، وذلك لأن نسبتهم تساوي 20% من مجمل السكان، ولكن يبدو واضحا جليا لا لبس فيه ولا غموض أن نسبه البث والحيز المعني بفلسطينيي الداخل لا يتجاوز الـ 1% .
وكان بحث أعده " مركز إعلام" في الداخل، والذي عُني وركّز على هذا الجانب" الإعلام العبري وفلسطينيو 48" أوضح، أن الإعلام العربي يتعامل والشعب الفلسطيني في الداخل من منطلق العداوة بين الشعبين، وذلك يبدو واضحا في المصطلحات التي يتناول فيها الإعلام العبري قضايا الداخل الفلسطيني، إلى جانب القضايا التي يسلط عليها الأضواء، إذ هي أغلب الأحيان قضايا تتعلق بالفساد وجرائم الشرف وما إلى ذلك من العنف والإجرام.
وبما يتعلق مع العرب، كأمة، فالإعلام الإسرائيلي تمامًا كالشعب: ينظر في أغلب الأحيان إلى العرب بنوع من الاستعلائية، أو يكون العرب هم الوجبة الأساسية للبرامج الترفيهية.
وسائل الإعلام الإسرائيلي تسعى جاهدة إلى زعزعة الاستقرار العربي والفلسطيني، والتأثير بشكل سلبي على الساحة العربية، وهذا ما نستطيع استيضاح بعض منه إذا ما راقبنا الإعلام الإسرائيلي وتفاعله مع الثورة السورية، ففي البداية بدا واضحا الدعم الإسرائيلي للنظام، والآن نشهد حالة من التضامن مع الشعب والثوار، هذا إلى جانب السعي الدءوب إلى إظهار الاحتلال في مظهر الحمل الوديع الساعي وراء الاستقرار والأمن والسلام، واستغلال الظروف العربية لخلق رأي عام عربي مؤيد أو على الأقل متسامح مع الاحتلال الإسرائيلي.
بما يتعلق بالقضية الفلسطينية، فإعلام الاحتلال لم يألُ جهدا حتى اليوم في سبيل بث التفرقة والعزف على أوتار الانقسام بين الأحزاب والفصائل، وتشويه صورة الزعماء، وللأسف، لدينا وسائل إعلام فلسطينية لا هم لها سوى نقل الترجمة حرفيا عن وسائل الإعلام الإسرائيلي، فتساهم هي الأخرى في قلب المعادلة.

تعامل الإعلام الإسرائيلي مع المناطق العربية المهمشة (النقب مثلا) ؟
الإعلام الإسرائيلي يتعامل مع الداخل الفلسطيني بإقصاء شامل ولا يوجد فرق من ناحية النظرة ان كان للجنوب النقب أو مناطق الجليل والمثلث، بحيث ينظر إلى فلسطينيي 48 بذات القالب، بالذات النقب بهذه المرحلة حيث يتعرض لحملة تشريد وسلب أراضي وتهجير قسري هي الأوسع منذ النكبة، ويتعامل الإعلام الإسرائيلي مع الموضوع من وجهة نظر المؤسسة الإسرائيلية، أي انه تحول لبوق إعلامي وتجند طواعية لخدمة المؤسسة الإسرائيلية بتنفيذ مخططها بسلب ووضع اليد على 800 ألف دونم، وتهجير 60 ألف فلسطيني وهدم 30 قرية لا تعترف بها إسرائيل.
ولا يتم التعامل بالإعلام الإسرائيلي بعمق مع القضايا اليومية الحارقة ومع عنصرية وتمييز المؤسسة الإسرائيلية تجاه الداخل الفلسطيني، والأدهى يتم النظر لفلسطينيي 48 على إنهم أعداء بقضايا الأرض والمسكن وعندما يتم التماثل مع إخوانهم بالعالم العربي وشعبهم الفلسطيني.
                          
التعليم والإعلام الصهيوني، ومحاولة توجيهه نحو المناهج الإسرائيلية ؟
إسرائيل ومنذ النكبة بسطت سيطرتها على جهاز التربية والتعليم بحيث أن جهاز الأمن العام الشاباك هو المسيطر وصاحب القول والفصل بكل ما يتعلق بالتعيينات والتوظيف، كما ان مناهج التدريس كانت بغالبيتها توضع من قبل يهود مستشرقين، حتى عندما كانت فسحة ومجال للعرب بالمشاركة بالمناهج فمن يتم اختيارهم من المقربين للسلطة والمؤسسة.
 فالداخل الفلسطيني يشهدا حراكا منذ سنوات وتبلورت فكرة الاستقلال الذاتي بالتربية والتعليم، فالمعركة لم تحسم بعد، فيما تواصل المؤسسة الإسرائيلية بتزييف الحقائق والتاريخ عبر سيطرتها على مناهج التدريس بمسعى منها لخلق شخصية مشوهة للطالب الفلسطيني لسلخه عن شعبه وقضايا أمته وإجباره على الولاء لقيم الصهيونية والدولة العبرية، من خلال تمرير مناهج وبرامج لا يوجد عليها إجماع حتى بين اليهود، بحيث يتم فرض الرواية اليهودية بكل ما يتعلق بمواضيع التاريخ، علم الاجتماع، والمدنيات، بينما الأدب العربي واللغة العربية فهي تخضع للرقيب الإسرائيلي الذي يتطلع دائما لإبعاد القيم الوطنية والقومية والتاريخية والحضارية العربية والإسلامية عن مناهج التدريس.

المواقع الإخبارية العربية، والإتهام المباشر إليهم بالعمالة (بانيت / بكرا 48 ...... ) ؟
 إسرائيل ترى بالإعلام العربي وسيلة مهمة للسيطرة على الداخل الفلسطيني، وتعمدت خلق حالة من الفوضى بالمشهد الإعلامي بالداخل وسمحت بافتتاح مواقع وصحف بدون رقيب او حسيب، بحيث يتم التعامل والنظرة للمؤسسة الإعلامية على أنها مصلحة تجارية، أشبه بدكان تبيع وتشتري ما تريد. أي أن كلمة المرور ومفتاح السر لهذه المواقع والمؤسسات الإعلامية هي المال.
وهنا يشهد الإعلام العربي الفلسطيني حالة ارتهان وارتباط وثيق مع جميع المؤسسات الإسرائيلية الاقتصادية والتجارية والسياسية، وبالتالي تغييب عن غالبية المؤسسات الإعلامية اي أجندة تحمل هموم وقضايا الداخل الفلسطيني وان عولجت القضايا تكون بدون عمق وجوهر وتعالج من المنظور الإسرائيلي بحيث يتم الترويج لتبريرات ومواقف وأراء المؤسسة الاسرائيلة على حساب القضية الأساسية وكل ذلك بسبيل المال.
ولا شك بأن هنالك بعض الأقلام المأجورة وصحافة بلاط للمؤسسة الإسرائيلية، لكن لا يمكن اتهام الإعلام الفلسطيني بالداخل على أنه عميل لإسرائيل، لكن هذه الأقلام المأجورة والتي باتت تحظى باهتمام كما أنها تربح المال تدفع بالضعفاء لتقليدها بسبيل الكسب وعدم إغضاب المؤسسة الإسرائيلية ونيل رضاها لكسب فتات الأموال، وللأسف يمكن القول واختصار هذا المشهد الإعلامي  بمقولة" عندما تتحول العمالة إلى وجهة نظر".
                 
ما الوجه العنصري الذي ترونه من الإعلام الإسرائيلي (المرئي) ؟
الإعلام المرئي لا يعكس المشهد الاجتماعي بإسرائيل، أي أنه هناك غياب شبه تام لفلسطينيي 48 على الشاشة لا من ناحية العمل أو حتى التغطية الصحفية، ويظهر العربي فقط بقضايا عنف وإجرام أو تصدي للمؤسسة الإسرائيلية وتصويره على أنه متطرف او إرهابي، كما أن العديد من حلقات الترفيه تعتمد في العديد من فقراتها على صورة العربي النمطية على أنه إرهابي متخلف غير حضاري معادي للسامية واليهود، واذا ما برزت حالة خارجة عن الإجماع الاجتماعي والسياسي لفلسطينيي 48 يتم إبرازها بالإعلام الإسرائيلي:-
 على سبيل المثال فتاة عربية تخدم بالجيش، فتاة عربية عرض أزياء بملابس بحر، فتاة عربية بعلاقة غرامية مع شاب يهودي، فتاة عربية تشارك بمسابقة جمال إسرائيل، وهذه القضايا الإعلامية التي نبرز هدفها زرع بذور الفتنة وتفتيت المجتمع الفلسطيني من الداخل وتندرج ضمن معركة وصراع الإرادات والحضارات.

كيف تبررون العنصرية في الإعلام الإسرائيلي، وما وجهة نظر العرب في ذلك ؟
العنصرية هي سلاح فتاك لإدارة المعركة مع الداخل الفلسطينيي وتحييد الصراع عن جوهره الحقيقي، المجتمع الإسرائيلي مؤلف من الكثير من الطوائف: الشرقيين والغربيين الحريديم المتدينين والعلمانيين وتيارات من اليمين والمركز واليسار، هذا الخليط غير المتجانس الذي يعيش بصراع داخلي، يرى توجيه عنصريته والعداء للداخل الفلسطيني وسيلة للابتعاد عن القضايا الداخلية الحارقة بين اليهود، وعليه تيارات كثيرة من اليهود من مختلف الطوائف ولكي لا تصطدم بالقضايا الداخلية لليهود، تؤجج نيران العنصرية ضد الداخل الفلسطينيي كمخرج من الأزمات الداخلية بين اليهود، لكن المشهد العنصري ضد الداخل الفلسطيني مشبع، وشبح العنصرية تمادى وطال كافة المجالات وما عاد لهذا الشبح توفير الحماية والحصانة للمجتمع اليهودي بمواجهة قضاياه الداخلية وهم يدركون ذلك وقد يصعدون ضد الداخل الفلسطيني بمجالات أخرى، يعني الترويج على أنهم خطر استراتيجي والشروع بحملات تهجير وتصويرهم على أنهم خطر أمني وهكذا، لكن في نهاية المطاف هذه العنصرية وهذا النهج سيعود عليهم وسينفجر بوجوههم حتى وإن أجلوا ذلك.

من الداخل هل هناك فرق واضح في تعامل الإعلام الإسرائيلي مع النواب العرب في الكنيست الإسرائيلي، وما تجلياته على الحريات العامة؟         
كانت الانتفاضة الفلسطينية الثانية (هبة القدس والأقصى) والتي اشتعل فتيلها من الداخل الفلسطيني نقطة تحول بالعلاقة ما بين المؤسسة الإسرائيلية والداخل الفلسطينيي، وشهدت السنوات قطيعة طويلة وانعدام الثقة وهواجس وخوف، وتم التعامل مع الموضوع بنظرة هم ونحن.. وهذا انعكس على المشهد الإعلامي الإسرائيلي، حيث عكس هذا السجال والنظرة بتعامل الإعلام الإسرائيلي مع الداخل الفلسطيني وقضاياه والنظرة إليه على أنه عدو.
أيقنت المؤسسة الإسرائيلية ذلك ومخاطر تجذر هذا الواقع وسعت لإعادة المياه لمجاريها ... خصوصا مع تنامي مشاعر الانتماء الوطني والقومي والإسلامي لفلسطينيي 48، وعليه سعت إسرائيل عبر إعلامها لترويض العرب ورسم دائرة لهم وفق قواعد اللعبة الإسرائيلية، وكل من خرج عن سياق قواعد اللعبة والدائرة نظر إليه كمتطرف ومن تناغم مع طرح المؤسسة الإسرائيلية ينظر اليه على أنه معتدل، وبالتالي تم تجزئة الداخل الفلسطيني بمركباته وفعالياته وقياداته إلى معسكرين:-
1_ معسكر متطرف:- ويحوي التيار الإسلامي والتيار القومي الوطني- من يناهض إسرائيل ومخططاتها.
2_ المعسكر المعتدل:- ويحوي التيار "المتأسرل" قيادات مصطنعة والتيارات التي تحاول إسرائيل الترويج لها- وهم من يتناغمون ويروجون للسياسات والطرح الإسرائيلي.



إعداد :-
أسعد أبو طامع
أحمد يحيى
الحارث الحصني

[1] - موقع هآرتس:- تعداد السكان في إسرائيل سيزيد عن 8 مليون بعد 64 سنة من الإستقلال:-

[2] - أعضاء الكنيست الإسرائيلي: من موقع الكنيست باللغة العربية:-

[3] - بعض المشاكل مأخوذة من مقابلة مع الإعلامي محمد خيري، والتي أجريناها معه في خصوص هذا السياق، والجزء الآخر مأخوذ من تقرير حول: صحفيو الداخل بين عنصرية الإعلام الإسرائيلي وشح إمكانيات الإعلام المحلي:-

[4] - إعلامي فسطيني من مدينة باقة الغربية، وهو باحث ومعد للمقابلات العبرية في اسرائيل لبرنامج أرشيفهم وتاريخنا الذي يعرض على قناة الجزيرة الفضائية.
[5] - مقال للديموقراطية حدود وللنواب العرب في إسرائيل خطوط:-

[6] - جائوا دولة إسرائيل من أجل تحرير ما يسمى فلسطين:-
[7] - إلى متى سيستمر الفلسطينيون وأعوانهم  في خداع العالم:-
[8] - هو المركز العربي الوحيد والمنظمة الغير ربحية المتخصص في الدفاع عن الحريات الإعلامية وعرض مشاكل العرب في الإعلام الإسرائيلي.
[9] - دراسة حول الإعلام في إسرائيل، من مركز إعلام في الداخل الفلسطيني:-
[10] - دراسة حول الإعلام في إسرائيل، من مركز إعلام في الداخل الفلسطيني:-
[11] - أجرى المقابلة أسعد أبو طامع في مدينة جنين بتاريخ 30/6/2012

0 التعليقات:

إرسال تعليق

أي تعليق مسيئ أو يحوي على كلمات لا أخلاقية سيتم حذفه .. شكرا لكم