الأربعاء، 29 أغسطس 2012

الفاروق عمر: شخصية وتاريخ ومسلسل، ومنها مشاكسات


أسعد أبو طامع / 30/6/2012


الفاروق عمر بن الخطاب، ثاني الخلفاء الراشدين، وثاني أقوى شخصية في التاريخ الإسلامي، ونسيب الرسول في ابنته حفصة، وكل ما ورد عنه من أحاديث الرسول في مدحه ورفع شأنه. لم يشفع له أن تقوم بين "معارضين" و"مؤيدين" إن صح لنا تسميتهم جدلا، شقاق حول إنتاج وعرض مسلسل "يجسد" شخصيته، ويذكر فيها مناقبه وأثره في رفع الإسلام وامتداد الدولة الإسلامية في عصره، والتنظيم الإداري الذي أقامه داخل الدولة.

مسلسل الفاروق عمر أخرجه المخرج السوري حاتم علي، وكتبه بتحقيق تاريخي الكاتب الفلسطيني د. وليد سيف، وحققه مجموعة من العلماء: العلامة الدكتور يوسف القرضاوي و دسلمان بن فهد العودة، د. علي محمد الصلابي، د. أكرم ضياء العمري، والشيخ عبدالوهاب الطريري، د. سعد العتيبي.

هذا المسلسل الذي لم يخرج للعلن حتى الآن والذي سيكون عرضه في بداية رمضان الحالي آخذ موقفين متناقضين من الجماهير العربية والإسلامية، فهناك الفئة المؤيدة، وهنالك الفئة المعارضة لعرض  المسلسل، وكل يذكر النقاط التي يستند فيها إلى رأيه.
فالفئة المؤيدة والتي يتبعها الكثير من الناس ترى بأن لا مشكلة في عرض المسلسل ولها فيه وجهة نظر مختلفة – خاصة الجهة المنتجة - وتسعى إلى عرضها من أجل إقناع المشاهد العربي بأهمية هذا العمل الذي يغير ويرفع صورة الإسلام، وخصوصا بعد الاتفاق مع قنوات أندونيسية وماليزية وشبكة ATV التلفزيونية التركية لترجمته وعرضه خارجا.

الجدل المثار بين هذا المسلسل والمسلسلات التاريخية نحصر حول تمثيل أدوار الصحابة والعشرة المبشرين في الجنة.
لكن رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين د. يوسف القرضاوي، من أوائل من نادوا بجواز تمثيل الصحابة، وبضوابط شرعية، مستثنيا الأنبياء، وأمهات المؤمنين، والخلفاء الراشدين، وثلاثة فقط من العشرة المبشرين بالجنة، هم أبوعبيدة عامر بن الجراح، وطلحة بن عبيدالله، والزبير بن العوام؛ لما لهم من منزلة خاصة بين الصحابة والمسلمين، وأجاز تمثيل الثلاثة المبشرين بالجنة الآخرين: سعيد بن زيد، وعبدالرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وباقي الصحابة الكرام. وعلل القرضاوي فتواه بالجواز بقوله (1): " أن ما استقر عليه الفقه المعاصر، من مدة طويلة، أنهم لم يحرموا تمثيل جميع الصحابة، وإنما حرموا تمثيل الخلفاء الراشدين، والعشرة المبشرين بالجنة، وأمهات المؤمنين.

وفي لقاء مع صحيفة الحياة اللندنية(2) عبر المخرج حاتم علي عن المسلسل وقوته بأن العمل يأتي في ظل أن " مشروعية أي عمل تاريخي تكمن في مدى مواكبة أفكاره للعصر، وقدرتها على طرح أسئلة أو الإجابة عن أسئلة معاصرة، ومن هنا يستمد العمل التاريخي مشروعيته. فالأعمال التاريخية ليس من مهمتها فقط إعادة رواية التاريخ على غرار الكتب التاريخية، بل للعمل الفني أهداف أخرى، فحواها أن تكون الأطروحات مهمة للمشاهد في هذا العصر، ومن هنا يكتسب مشروعيته وقدرته على طرح الأسئلة وإيجاد الإجابات، وأضاف: "لا ننسى أن فترة خلافة عمر هي فترة تَشكُّل الدولة الإسلامية، بمعنى انتقال الإسلام من مرحلة الدعوة إلى مرحلة بناء الدولة بما تتطلّبه تلك المرحلة من مؤسسات"

اليوم الكل أصبح حديثه عن مسلسل الفاروق عمر، لكن لم يقتصر الحديث إلا عن الشخصيات التي ستقوم بالتمثيل وأداء الأدوار، والحكم عليهم من منطلق "الفسق" والمؤامرة على الإسلام والمسلمين، دون الرجوع إلى الفائدة الكبيرة التي قد يجنيها المسلسل ويتوقعها المؤيديون له، وكما لم ينظر المجمل المعارض إلى أن هذا المسلسل بحلته التاريخية، ونقله الديني يعزز بعض من الثقة والهيبة التي فقدها المسلمون .. ويأتي شباب مواقع التواصل الاجتماعي في كل مكان بتشارك الفيديوهات(3) التي تنهى وتحرم التمثيل "والتجسيد"، هنا لا يمكن القول إلا بأن الحديث والآراء نابعة من عواطف داخلية تجاههم، والتي يملك الكل حتى من المؤيدين تخوفا في جزئيات بسيطة منها داخل المسلسل.

لكن الإجابة في الغالب ما تأتي من المعارضين بالقول: أن المؤيدين ينظرون من الزاوية الفنية والتلفزيونية البحتة في صناعة المسلسلات والأفلام دون مراعاة النظرة التاريخية وقوة الشخية وأثرها الديني: وهنا أيضا لا يمكن الإجابة من المؤيدين إلا بالتالي في الرد عليهم، وانتظار حضور المسلسل كاملا حتى يخرج الرأي النهائي في النقد وتقويم العمل الدرامي وخصوصا من الدراميين والتاريخيين الأعلم منا جميعا بالتاريخ والأحداث التاريخية:-

أولا: الكل ينظر إلى هذه القضية متخوفا كما العلماء الذين يأخذون بآرائهم ولكن ما يخفف من حدة القلق أن من القائمين على السيناريو ومراجعته: د. يوسف القرضاوي، د. فهد بن سلمان العودة وثلة من العلماء المشهود لهم.

ثانيا: يقول البعض بأن واجب المقاطعة كما ورد في الفيديو(4) الذي يعرض في مواقع التواصل الاجتماعية أن الأصل عدم تمثيل الصحابة، والمعلوم أن تمثيل دور الصحابة كما أورده مجمع التشريع في الجامع الأزهر هو "بضوابط" وليس عدم التمثيل.

ثالثا: تذكر إحدى الأوراق التي أخرجت في الفيديو(5) الذي يعرض في مواقع التواصل الاجتماعية: أن من ضمن المعترضين مجمع التشريع بجامع الأزهر، وتورد عليهم أدلة، رغم أن المعلوم بأن متابع الأزهر لو يعود بالذاكرة إلى الوراء في فيلم الرسالة، فقد كان مقاطعا فيلم الرسالة، ولكنه عاد بعد 31 عاما وشرع بثه وعرضه في التلفزيونات المصرية، دون إيضاح وتبيان الأسباب التي استند عليه رأيه.
ففيلم الرسالة بمكنوناته كاملة، والذي خرج إلى العلن قبل 31 عاما أعجب به مجمل العرب والمسلمين الذين تابعوه ، وقد غَّير حتى إلى الناحية الإيجابية في النفوس، وكيف أن جمالية البناء الذي بناه كاتب الفيلم ومخرجه لم تخرج إلا من المتاعبة الحثيثة من العلماء للعمل الدرامي. فالأولى بالعلماء أن يقوموا بالمتاعبة والعرض الجميل في أي شخصية تاريخية إسلامية حتى نخرج بالمعنى المراد الذي لطالما حدثونا به في دروسهم ووعظهم، والتي أوردها أحد الإعلامين في سؤال على صفحته بالفيسبوك (6) " سمعنا فتاوى العلماء، فقط فتاوى، لم أر أحدهم يتحدث حتى اللحظة عن سبل المواجهة؟؟؟ أين هي. وأين نحن من الغرب وما يحيط بنا، أين نحن مما يتعرض له أطفالنا من غزة في عقر دارنا؟؟ أفلا تتفكرون ؟؟". فبالمتابعة يمكن ضبط أي خوارق قد تخرج في التمثيل، وإخراج العمل بحلة جميلة.

رابعا: المخرج حاتم علي والكاتب الفلسطيني د. وليد سيف، هما من أهم الشخصيات العربية في إنتاج المسلسلات عن الشخصيات الإسلامية والتاريخية، فقد كان لهما تجربة قوية في مقارنة الشخصيات التاريخية التي قاموا بتجسيدها والتي كان لها دور قوي بتجسيد الشخصيات أكثر من أي كتاب كتب عنها، وخصوصا مسلسل صقر قريش عن الشخصية التاريخية الإسلامية (عبد الرحمن الداخل)، وكذلك مسلسل ربيع قرطبة عن الشخصية الإسلامية التي لم تأخذ حقها في التاريخ لولاهم ( الملك المنصور: محمد ابن أبي عامر )، ورغم أن البعض اشتكى من وجود مغالطات تاريخية في الكتاب والخروج بشكل غير لائق على الملك المنصور، إلا أن الحق يقال أنه تم رفض الاطلاع على العمل الدرامي من محققين تاريخيين والذين بدأوا في نقده بعد خروجه، فلو كانت هنالك تفاعل ومشاركة الأساتذة التاريخيين لما كانت هذه المشكلة أصلا.


خامسا: تخرج جل الآراء في نظرية المؤامرة من الدول الخليجية، والدراميين الذين دائما يتهمون بالفسق والضلال، وبالخصوص ببدء حملات المقاطعة من السعودية، والمؤيديين هنا يجيبون: لماذا نخرج ونقول بهذه المؤامرة الكبيرة على الإسلام والمسلمين وعلى ذات عمر رضي الله عنه، ولا نأتي ونقول أن صاحبها المبجل المعظم  ( وليد آل إبراهيم والملقب ب"البراهم" ) الشخص المقرب من العائلة السعودية والأخ الشقيق (الأميرة الجوهرة بنت إبراهيم بن عبد العزيز آل براهيم ) زوجة الملك السعودي الراحل فهد بن عبد العزيز؟، وخصوصا عندما تأتي وتبحث في الأفكار الآيديلوجية للعائلة السعودية الحاكمة،  فعندما تقولون شيئا فعليكم إنهاء هذه المؤامرة من الدولة السعودية لا أن تأتوا وتنهتكوا هذا وهذا "والأصل" في البلاء عندكم.

سادسا: نالت شبكة ال mbc الكثير من القدح والذم على المسلسل الذي تشاركت في إنتاجه مع المؤسسة القطرية للإعلام، لكن المشكلة الأكبر؛ أن الكل وحتى في انتقاده يتجه نحو هذه المجموعة، ويتناسى أنها هي المجموعة الأكبر من حيث المشاهدة التلفزيونية عربيا من ناحية الأفلام والمسلسلات التي تعرض على قنواتها.


سابعا: يتجه البعض في رأيه أن هذا المسلسلات وبتحقيقها الشرعي والتاريخ سيعكس صورة تم تشويهها في المسلسلات والأفلام الإيرانية ( ذات المذهب الشيعي )، والتي تعرض صور الصحابة بشكل سيء، وأن الإعلام الإيراني يوجه ذات الرسالة للمجتمع الإيراني والعربي والغربي، مما يسيء "لمذهب السنة" في اعتمادية كبار الأمة. والتشكيك العالمي وصنع الضغينة لهم.

هنا تأتي الأهمية في رد المؤيدين أن الجهات المنتجة لهذا تسعى إلى دبلجة المسلسل إلى عدة لغات منها الفرنسية والإنجليزية والتركية والفارسية والآردية والمالاوية والإسبانية والبرتغالية.

ثامنا: إن هنالك تهرب واضح من عدد من قيادات مجمع البحوث الإسلامية في جامعة الأزهر ضد المسلسل، حيث أوردت قناة العربية في خبر لها بتاريخ 8/7/2012 (7) أن " د. محمد رأفت عثمان، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر وأستاذ الشريعة بجامعة الأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية،  أكد لـ"العربية نت" أن "المسلسل لم يعرض على المجمع لكي نقول فيه الرأي، ولكن نحن مازلنا متمسكين بقرارات سابقة للمجمع حول هذه القضية، وهي أنه لا يجوز تجسيد وتمثيل الأنبياء والعشرة المبشرين بالجنة وآل بيت النبوة، فإذا كان مسلسل "الفاروق عمر" به تجسيد واضح لأي شخصية من شخصيات العشرة المبشرين بالجنة فنحن نرفض ذلك".

وبالرجوع قليلا إلى الوراء بتاريخ 15/12/2010 نجد أن قناة العربية أوردت موضوعا تذكر فيه أن مجموعة mbc عرضت مع وفد لها وبرفقة د. سلمان بن فهد العودة على الدكتور أحمد محمد الطيب شيخ الأزهر مشروعاً متكاملاً يبدأ بمسلسل "الفاروق عمر" الذي يتطرّق لإحدى أهم حقبات التاريخ الإسلامي، ويجسّد سيرة ثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) (8).


أما المعارضون فلهم وجهة نظر في المسلسل، وتنطلق مخاوف المعارضين للتمثيل والتجسيد حول أساس واحد، وهو أن التمثيل والتجسيد لشخصيات أعظم منا جميعا، ومن أناس هم بعيدون كل البعد عن هذه الشخصية في حياتهم، سيضع المشاهد في إشكالية هذه الشخصية، وتطبيق واقع الممثل العملي وتصرفاته في بيئته على الشخصية التاريخية التي مثلها، مما قد يشوه هذه الشخصية العظيمة التي لطالما عرفها المسلمون بالخير والصلاح.

ولعل أهم الجهات التي تقف في صف المعارضة لهكذا أعمال تلفزيونية وسينمائية، هي هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية، باستثناء الدكتور قيس المبارك الذي قال سابقا إنه يتيح التحريم بضوابط، وكذلك المجمع الفقهي الإسلامي بمكة، مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر الشريف، ومجموعة من أعضاء الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذين وقعوا ورقة بتحريهم ومقاطعتهم لهذه الأعمال.
أسباب الرفض:
تتعد أسباب الرفض للمسلسل ولعروض الدراما التي تنتج عن الصحابة، ولكن في مجمل هذه الأسباب تكون خوفا من المستقبل الذي قد يضر بسمعة الصحابة:-  وهذه الأسباب نستطيع تقسيمها إلى أكثر من قسم، وهي:-

أولا: أسباب تعود على الممثل:
1_ عدم استواء الممثل مع مقام الصحابي الجليل الذي يقوم بتمثيل دوره، "فالتمثيل وإن كان غرضه الإشادة يعتريه شيء من الإزراء بالمُمَثَّل في بعض الأحوال، فكيف إذا كان المنتحل لشخصه دنيَّ المنزلة عند مقارنته به" (9)
2_ أن الممثلين الذي يقومون بدور الصحابة هم سيؤوا السمعة والأخلا ، فسوء سمعة الممثل تؤدي للإساءة لسمعة الصحابي أو في طريقة أداءه للدور. أي أن الممثل الذي سيمثل دور الصحابي قد يمثل أدوارا غير شرعية لا تليق بالصحابة، وتشوه صورتهم وتبقى مرتبطة بذهن الناس.

ثانيا: أن المحرمين من العلماء يستندون في تحريمهم إلى باب الإجماع، لإغلاق الباب على المؤيدين:-

إن هذا الفريق المتفق على التحريم ينتقل في أدلته على التحريم بالإجماع على الأسباب كالمسبب الأول وهي أسباب محتملة يمكن دحضه والابتعاد عنها، ويمكن تحقيق المصلحة بالإتيان بممثل بارع، حسن المظهر، سيرته طيبة، ويحظى  بإشراف علمي حتى يجسد الصورة في أبهى حلتها.

ثالثا: التحريم بخصوصية الصحابة:-
أي أن الصحابة لا يصل أحد إلى مرتبتهم ولا يمكن لأي شخص الوصول إلى درجة تمكنه من القدوم وتمثيلهم، وهو أمر إذا أردنا فعله فعلينا أن نقارن الصحابة مع الآخرين، وهو أمر من الصعب حدوثه، فخصوصية الصحابة الذين عاشوا زمن الرسول، وتمتعوا بسمات خاصة بشخصياتهم وحياتهم العامة، لا يصلها أحد. وبهذا ليس من حق أحد أن يقوم بتجسيد دور الصحابة ونقل مآثرهم عن طريق التمثيل. والأهم من كل هذا بعد وجوده، وعدم القدرة على إثبات الدليل على المصلحة المرجوة من هذا العمل.

ويرى الدكتور محمد عبد الكريم في الرد على المعارضين(10): أن سيرة عمر الفاروق هي من أهم سير الصحابة وسيرته السياسية على وجه أخص دليل للحكم الراشد. وتأثير الدراما مما لا يخفى على أحد، ولو قُدر أن  المسلسل سوف يثري سيرة ابن الخطاب كاملة دون نقصان تحت إشراف علمي دقيق وبكل أمانة وإخلاص، فسيرته أعظم درس في مواجهة صنوف الطغيان والظلم وتحقيق العدل والشورى وإشراك الأمة في القرار.

ولن يفيد البكاء على تجسيد عمر ونحن ممن يحارب سيرة عمر في العدل بأقواله وأفعاله، فنخالف سيرته في العدل والشورى ونبكي على تجسيده وتمثيله! فمن كان باكياً، وحق له أن يبكي على بعض المسلسلات التي تخالف المرويات الصحيحة وتظهر الصحابة على غير الصورة التي كانوا عليها،ـ فليبكي أيضاً على ضياع سنن عمر في حكمه وعدله.


في النهاية تبقى هذه الاختلافات والتأيد، أصلها أن يكون في تمثيل الصحابة، ضوابط وبطريقة محترمة شكلا ومضمونا وتقدم الصحابي بصورته الأصلية دون تزوير للتاريخ.

وهذا الدور لا يكمن إلا في تشارك العلماء والفقهاء مع السينمائيين والدراميين من أجل الوصول إلى الصيغة المثلى لإخراج العمل الدرامي في أبهى حلة، وليس البعد عنه والنفير منه، والأخذ بانتقاده من بعيد دون أن يكون للصوت معنى، وإخراج منتجي العمل بأخطاء نتيجة هذا البعد، ويبقى كما يقولون الخطأ راسخا في عقول الأجيال.
وكذلك لا يمكن القول أن الأمة ستجتمع على رأي أحد من الأئئمة التي أوردوا آرائهم في هذا العمل الدرامي، وسيبقى هنالك أناس مؤيدون ومعارضون، وكل حسب الفتاوى التي يتبعها، فمن يتبع فتاوى القرضاوي ويعتمده مرجعا في الأحكام الشريعة قد يتابع، وكذلك من يتجه نحو دار الإفتاء السعودية والمصرية بتبعيته للأحكام الشريعة قد يتابع، والعكس صحيح، ولكن الأهم من ذلك أننا  سنجد المتابع في كل مكان يستفتي قلبه، ولإن سألته عن الأسباب لن يقوموا بجمعها كما جمعتها هذه الجهة أو تلك، ولعل المشكلة الأكبر التي لا يرغب أحد في حدوثها، أن لا يحدث شقاق بين هذه الشخصيات الإسلامية التي يتبع كل منها آراء واتجاها معينا في الحياة التشريعية والفقهية، وينضوي تحته هذا الشارع العربي والإسلامي في مشاكل وعلاقات عصيبة مع الأطراف الأخرى من العلماء الأجلاء الذين يشهد كل منهم للآخر بالعلم والصلاح.



المصادر والمراجع
..............................................................................................

1 - موقع الشرق - مسلسل الفاروق «عُمَر».. انقسام فقهي حول حكم التجسيد .. والقائمون على العمل: نفذنا العمل بمعايير الشرعيين.
http://www.alsharq.net.sa/2012/07/09/384897

2- لقاء حاتم علي مع صحيفة الحياة اللندنية -- 10/7/2012 -- حاتم علي: مسلسل «عمر» سيغيّر صورة مغلوطة عن المسلمين
http://alhayat.com/Details/417227

3- بعض الفيديوهات (آراء بعض المشايخ) التي يتم تناولها على مواقع التواصل الاجتماعي في تحريم تمثيل الصحابة
http://www.youtube.com/watch?v=ebbAD8FH4O8&feature=related
http://www.youtube.com/watch?v=Ut7Uv0syNe8
http://www.youtube.com/watch?v=BJ4ccszjc4g

4- بعض من الفيديوهات التي تعرض تحريم تمثيل الصحابة:-
http://www.youtube.com/watch?v=BJ4ccszjc4g

5- مصدر سابق:-
http://www.youtube.com/watch?v=BJ4ccszjc4g

6- الإعلامي الفلسطيني محمد خيري، في أحد نقاشاته على صفحته بالفيسبوك حول مسلسل الفاروق عمر:-
https://www.facebook.com/mohamad.khere/posts/246570675460578?comment_id=881890&offset=0&total_comments=22

7- خبر لقناة العربية على لسان د. محمد رأفت عثمان ضد تمثيل الصحابة:-
http://www.alarabiya.net/mob/ar/225244.html

8- خبر يفيد بطرح مجموعة mbc فكرة انتاج مسلسل الفراروق عمر على الطيب شيخ الأزهر بتاريخ 15/12/2012:-
http://www.alarabiya.net/articles/2010/12/15/129717.html

9- بيان من أعضاء رابطة علماء المسلمين:-
http://www.muslimsc.com/site/index.php?option=com_content&view=article&id=1053%3A2012-07-09-10-55-41&catid=69%3A2012-01-30-05-37-07&Itemid=263&lang=ar

10- موقع العصر الإلكتروني -  تمثيل الصحابة .. قراءة أصولية تحليلية لآراء المؤيدين والمانعين –  د. محمد عبد الكريم :-
http://alasr.ws/articles/view/13106

0 التعليقات:

إرسال تعليق

أي تعليق مسيئ أو يحوي على كلمات لا أخلاقية سيتم حذفه .. شكرا لكم