أثناء دراستنا لمادة الإعلام الإسرائيلي
في الجامعة، مرت علينا ورقة بحثية "قراءة أولية في دليل عمل اللوبي الصهيوني
/ للكاتب الفلسطيني شوقي العيسه.
هذه الورقة تنبع أهميتها من كونها
تعرض رؤى المنظمة الصهيوينية في كيفية التعامل مع العالم ومع الشعوب من أجل
إقناعها عن طريق إيصال حلول إلى عقولها اللأواعية بالتقرب منها وجعل رأي المنظمة
الصهيونية هو رأيا عاما للشعوب تضغط به على دولها إضافة لضغط المنظمة أصلا على
السياسيين فيها.
الورقة قائمة على قراءة في كتاب
قاموس اللغة العالمية للكاتب الأمريكي فرانك لوتز وهو من أشهر الخبراء العالميين
في مجال الحملات الإنتخابية والدعائية، وهو من أشد المؤيدين لإسرائيل.
لا بد والحديث عن الورقة البحثية أن نتذكر دائما كفلسطينين أننا نقول: بأن موازين القوى هي أهم دور لحسم المعركة، وأن اليهود والرؤوس المالية اليهودية منتشرة ومتوزعة في أرجاء العالم، وتستطيع بالأموال أن تقنع الدول وتفعل ما تشاء، إلا أن هذه الورقة البحثية تثبت على العكس، فالكثير من الظنون التي اعتمدناها خذلانا وعمى على أنفسنا في التعامل مع الدول الداعمة لإسرائيل، لم تنشأ في الغالب إلا من خلال الضغط والتأييد، فمهما بلغت الدول والرأسمالييون في الدولة تجبرهم وابتعادهم عن الرأي العام، إلا أن هنالك حدودا فاصلة لا يستطيعون تحديها، وهو ما تحدته المنظمة الصهيونية بإعلامها، وحولت هذا الالتقاء بين الدول وسياسيها بدل كونه تحديا، فأصبح تقاربا من أجل تحقيق أفكار آمنت بها الصهيوينة، ونافق لها السياسيون في الغرب، ووافقت الشعوب وبملئ إرادتها على تطبيقها.
لا أريد أن أنزع منكم أهمية هذه
الورقة، ولا أن أدخل لكم في تفصيلها، بل أتركها لكم تقرأوها، ولتعلموا مدى أهمية
وقوة الإعلام لدى المنظمة الصهيوينة في محاربة أي عائق يقف أمامها، وليس كما يقول
البعض: الإعلام هنا ليس كهناك .. بل وأنا أقول: بل نستطيع الوصول والتحدي،
فبالإعلام نصنع ما نريد.
أترككم مع الورقة البحثية:
.....................................................
قراءة أولية
في دليل عمل اللوبي الصهيوني
شوقي
العيسه
اللوبي الصهيوني حقق ويحقق إنجازات
هائلة في تضليل الرأي العام الأمريكي والأوروبي للحفاظ على الدعم الثابت لإسرائيل
وتطويره، ويعود ذلك إلى أسباب عديدة، ومن أهمها: الكفاءة التي يتمتع بها نشطاؤه في
العلاقات العامة والإعلام، واكذب والتضليل والإبتزاز؛ وذلك بسبب التدريب المتواصل
والمهني لهم.
الصهاينة يعرفون تمام أنهم الطرف
المجرم في الصراع مع الفلسطينيين، ولذلك يعرفون أن عليهم العمل بشتى الطرق لمواصلة
حجب الحقيقة وتأمين الدعم لإسرائيل في كل مكان وخاصة في الولابات المتحدة الأمريكية
وبعض الدول الأوروبية.
في الفترة الاخيرة قامت منظمة
(المشروع الإسرائيلي)، وهي من منظمات اللوبي الصهيوني المتعددة في الولايات
المتحدة، بالتعاقد مع السيد "فرانك لوتز" وهو من اشهر الخبراء في مجال
الحملات الآنتخابية والدعائية وعمل مع العديد من زعماء الحزب الجمهوري والعديد من
الشركات العالمية الضخمة، وهو من انصار إسرائيل المشهورين، بحيث تم تكليفه بكتابة
دليل عمل لنشطاء اللوبي في أمريكا وأوروبا لاستخدامه، وربما كلفهم ذلك العقد
الملايين من الدولارات، ولكنهم يعرفون أنهم سيجنون بسببه ما هو أهم واغلى من
الملايين.
السيد "لوتز" اشتهر
بقاعدته الاساسية في مجاله والتي تقول ان الكلمات التي تقولها أو الافكار التي
لديك ليست مهمة، بل الأهم ما الذي يسمعه الناس منك وكيف يفهموه، وهو يشرح دائما ما
هي الكلمات التي لا قيمة لها أو التي تضر، وما هي الكلمات ذات التأثير.
في شهر ابريل نيسان 2009 صدر الدليل
الذي اعده للحركة الصهيونية ويقع في 116 صفحة، وسماه قاموس اللغة العالمية، وكتب
في اسفل كل صفحة منه (ملكية المشروع الإسرائيلي ليس للتوزيع أو النشر) ولكن بطريقة
ما سرب وحصلت على نسخة منه.
لا شك ان السيد "فرانك
لوتز" خبير متعمق في مجاله وذكي الى ابعد الحدود ويعرف من أين تؤكل الكتف،
ويستخدم علم النفس والاجتماع والسياسة والاقتصاد بدهاء ينم عن خبرة طويلة وغنية،
وهو كذلك مطلع على تفاصيل القضية الفلسطينية وعلى الصراع في الشرق الأوسط بشكل
عام، ويعرف الحقيقة تماما وأين العدالة ومن المجرم ومن الضحية، ولكن الأهم انه
يعرف كيف يجعل الضحية مجرما والمجرم ضحية يجب دعمه والتعاطف معه.
يتكون الدليل من مقدمتين و18 فصلا وأربعة
ملاحق. كلها تهدف في النهاية للوصول للهدف المحدد وهو كسب أناس جدد لتأييد إسرائيل
وترسيخ قناعة وقوة هذا التأييد وحسم المترددين ولذلك هو يقسم جميع الناس الى ثلاثة
أقسام،:
القسم الأول: الناس
الذين يدعموننا وسيبقون دائما هكذا بغض النظر عن أي شيء.
القسم
الثاني: الناس الذين ضدنا وسيبقون دائما هكذا بغض النظر عن أي شيء.
القسم الثالث: جميع الآخرين.
و هو (الهدف) وهم الناس الذين يجب عليك العمل معهم واستهدافهم مع الاهتمام طبعا
بالقسم الأول واستخدامه.
في المقدمة القصيرة من المؤلف يوضح
ان الدليل بني على ابحاث اجريت في عامي 2008 و 2009، ويذكر بقاعدته الذهبية ليس
المهم ما تقوله بل المهم ما يسمعه الناس أو كيف يفهم ويتلقى الناس كلماتك.
وفي المقدمة القصيرة أيضا من مؤسسة
ورئيسة المشروع، توضح ان هذا الدليل مقدم الى القادة الملهمين في الخطوط الأمامية
الذين يقودون الحرب الاعلامية لصالح إسرائيل، وتضيف، نحن نعرف ان تحقيق مهمتكم
يساعد إسرائيل والعائلة اليهودية العالمية.
في الفصل الأول يقدم 25 قاعدة تؤدي
للنتائج المؤثرة والمثمرة، يقدم لنشطاء اللوبي الصهيوني مجموعة من القواعد وطريقة
الحديث ونبرة الصوت وكيفية التهرب من الأسئلة المحرجة والكلمات التي يجب الابتعاد
عنها وما الذي يجب تكراره كثيرا والطريقة الخلاقة لقلب الحقائق رأسا على عقب لإظهار
إسرائيل كضحية والشبه الكبير بينها وبين المجتمعات الغربية وكيف ان دعم إسرائيل هو
مصلحة مباشرة لهم ولدولهم. ومن هذه النصائح:
الفئة الثالثة من الناس (الهدف) لا
يهتمون بسعة اطلاعك ومعرفتك إلا إذا عرفوا مدى حرصك واهتمامك، لذلك من البداية عليك
اظهار تعاطفك مع طرفي الصراع. (لاحظوا لا يقول عليك التعاطف بل يقول عليك اظهار
"تصنع" التعاطف). هدفك ببساطة ليس ان تجعل مؤيديك يشعروا بشعور جيد بل
هدفك ان تكسب قلوب وعقول جديدة. ولتستطيع تحقيق ذلك عليك ان تفهم ان اغلبية الأمريكيين
عندما تذكر كلمة إسرائيل امامهم يتبادر اليهم (دائرة من العنف المستمر منذ آلاف السنين)
لذلك عليك أولا نزع هذا الفهم وهذه الشكوك لكي يصبحوا قابلين لتعلم
"حقائق" جديدة عن إسرائيل، الخطوة الأولى التي تكسبك الثقة وتكسبك
اصدقاء لإسرائيل هي ان تظهر ان اهتمامك منصب على تحقيق السلام للطرفين والمستقبل
المشرق لكل طفل. ولاحظ ان نغمة وتسلسل حديثك مهم جدا، يجب عليك ان تبدأ بالتعاطف
مع الطرفين وهذا مثال يعطيه للمتحدث عن الفقرة الأولى في حديثه كيف يجب ان تكون
"إسرائيل ملتزمة بالوصول الى مستقبل افضل للجميع، إسرائيليين وفلسطينيين، إسرائيل
تريد انتهاء الالم والمعاناة وملتزمة بالعمل مع الفلسطينيين للوصول الى حل سلمي
ودبلوماسي يؤمن للطرفين مستقبل أفضل، لنجعل هذا وقت الامل والفرصة للشعبين
الفلسطيني والإسرائيلي". وبعد ذلك يشرح ويقنع النشطاء لماذا عليهم استخدام
هذا الاسلوب الملتف / حتى اصعب الأسئلة وأكثرها صعوبة يمكنك ردها والاستفادة منها إذا
أنت اعترفت أن الآخر لديه ما هو مهم وصحيح في بعض ما يقوله وهذا سيفيدك لاحقا في
الحديث ويؤمن لك تعاطف من المستمعين عندما يلزمك ذلك كأن تقول أنا أتفهم واشعر
بتعاطف مع الذين يقولون ......، بينما إذا كنت حازما في أن إسرائيل على
حق والآخرين على خطأ فربما تحصل على التصفيق من انصار إسرائيل ولكنك ستخسر الآخرين.
ابدأ بشرح المباديء، الفلسطينيون والإسرائيليون
عادة ما يبدأون مباشرة بمهاجمة أحدهم الآخر ولا يشرحون المبادئ التي على اساسها
يقومون باعمالهم. بينما الأمريكيون يتفاعلون اكثر مع الحقائق والأفعال والنتائج
عندما يعرفون لماذا وليس فقط كيف. مثال، لماذا يوجد جدار أمني؛ لأن
الإرهابيون استخدموا تلك المنطقة للقيام بأكثر من 250 عملية ارهابية لقتل ابرياء
مما "أجبر" إسرائيل على حماية مواطنيها الابرياء والجدار جزء من اجراءات
الحماية. عليك أن تتحدث كالتالي "من حيث المبدأ نحن نؤمن أن هناك حق أساسي
لكل الأطفال ان تتم تربيتهم بعيدا عن الكره ونحن نتمنى على القيادة الفلسطينية ان
تنهي وتوقف ثقافة الكراهية في المدارس الفلسطينية، 300 من هذه المدارس سميت على
أسماء انتحاريين، على القيادة الفلسطينية أن لا تدرس كتب تمجد الإرهاب وتعلم
الاطفال من خلال خرائط للشرق الأوسط لا تظهر فيها إسرائيل نهائيا"، "من
حيث المبدأ الاطفال لا يجوز تربيتهم على قتل انفسهم وقتل الآخرين، ولكن القيادة
الفلسطينية يوما بعد يوم تكرس ثقافة الكراهية وتشجع الاطفال الصغار على ان يصبحوا
انتحاريين، حماس المدعومة من إيران (اينما يذكر حماس يؤكد انها مدعومة من إيران
لتذكير المستمعين الغربين ان الفلسطينيين حلفاء اعداءكم) تبث من خلال قناتها
التلفزيونية في غزة برامج على طريقة "سيسامي ستريت" (كل امريكي وأوروبي
يعرف هذا البرنامج الموجه للأطفال) تمجد الآنتحاريين. من حيث المبدأ يجب انقاذ الاطفال
من هذا الآنتهاك والأطفال الفلسطينيون يستحقون ما هو افضل.
دائما فرق بوضوح بين الشعب الفلسطيني
وبين حماس، الأمريكيون يفرقون بين تعاطفهم مع الفلسطينيين وبين ازدرائهم للقيادة
الفلسطينية، وإذا ظهرت انك تهاجم الشعب الفلسطيني وليس قيادته (رغم انه انتخب تلك
القيادة) "يذكرهم بذلك ايضا" فانك ستخسر، في هذه المرحلة الأمريكيون
يشعرون بتعاطف مع مأساة الشعب الفلسطيني وهذا التعاطف سيزيد إذا فشلت في التفريق
بين الشعب والقيادة. ثم يعطيهم جمل يعتبر ان لها تأثير ساحر "نحن نعرف ان
الفلسطينيين يستحقون قيادة تهتم بمصلحة شعبها وليس قيادة تأخذ مئات الملايين من
الدولارات كدعم من أمريكا وأوروبا وتضعها في بنوك سويسرا وتستخدمها لدعم الارهاب
بدل السلام، الفلسطينيون بحاجة لكتب وليس قنابل شوارع وليس صواريخ" وهنا
يستخدم السجع والنغمة الموسيقية التي ترسخ في الذاكرة books
not bombs وroads
not rockets . ثم يعطيهم بعدها مباشرة فقرة اقوى لتليها "الصعوبات
والمعيقات امام تحقيق السلام في الشرق الأوسط كثيرة وإسرائيل تعرف ان السلام يصنع
مع الخصوم وليس الاصدقاء ولكن السلام يصنع مع أولئك الخصوم الذين يريدون صنع
السلام معك، ولكن منظمات ارهابية مدعومة من إيران التي تعلن انها تريد فناء إسرائيل
مثل حزب الله وحماس والجهاد التي من حيث المبدأ ترفض التعايش السلمي ومصممة على
منع الوصول الى حل انا اسألكم كيف تفأوض من يريد لك فقط الموت".
اليسار بشكل عام ساذج ويطمح الى عالم
يسوده السلام والمحبة والتعأون بين الجميع وهنا لديك فرصة لتركز ان إسرائيل جزء من
ذلك ولذا يجب حمايتها ممن لا يريدون ذلك. وأفضل الطرق لتحصل على تأييد
في هكذا نقاش ان تركز على "العمل من اجل سلام دائم يحترم حقوق الجميع في المنطقة
وهنا لا داعي لتذكر إسرائيل أو فلسطين بشكل خاص، عمم. معظم اليساريين يعتبرون أن
الطرفين مخطؤون ولان إسرائيل اكثر قوة عليها تقديم تنازلات. (لاحظوا انه لا يطلب
منهم نهائيا الحديث عن سلام عادل أو عن العدالة بشكل عام).
ركزوا كثيرا على انه لا يوجد مبرر نهائيا
لقتل الاطفال والنساء، لان الفلسطينيين دائما يكرروا ان الشعب الفلسطيني مضطهد
ويائس وبلا امل. كتبرير لقتل الاطفال عليكم ان تركزوا على هذه النقطة بقوة وبتكرار
انه لا مبرر نهائيا لقتل طفل، قولوا ما يلي "من الممكن ان نختلف في السياسة
وفي الاقتصاد ولكن هناك مبدأ اساسي يتفق عليه كل الناس في مختلف بقاع الارض ان
الشعب الحضاري لا يمكن ان يقتل الاطفال والنساء".
إياك أن تدعي أن إسرائيل بلا اخطاء
لان ذلك ليس صحيحا ولا احد سيصدقك وإذا قلت ذلك فان المستمعين سيفقدوا الثقة
بحديثك مما يجعلهم لا يصدقون ما تقوله في أمور أخرى، فاعترافك بان إسرائيل تخطأ لا
يؤثر على عدالة أهدافها: السلام والأمن والحياة الافضل للطرفين، تحدث بالشكل
التالي: انا اعرف ان إسرائيل خلال محأولاتها الدفاع عن اطفالها من الارهاب ترتكب بعض الاخطاء
بدون قصد اتجاه بعض الأبرياء، اعرف ذلك واشعر بالأسف الشديد
لذلك. ولكن ماذا بإمكان إسرائيل ان تفعل للدفاع عن أهلها؟ لو قامت أمريكا بإعطاء
اراضي من اجل السلام وأصبحت هذه الاراضي تستخدم لإطلاق الصواريخ على أمريكا ماذا
ستفعل أمريكا؟ إسرائيل هوجمت بآلاف الصواريخ من الارهابيين الفلسطينيين في غزة
المدعومين من إيران، ماذا كان بإمكان إسرائيل ان تفعل لتحمي أطفالها؟!.
كلمات
وجمل لها تأثير فعال
هل إسرائيل ممتازة؟ لا، هل نرتكب أخطاء؟
نعم، ولكننا نريد مستقبل افضل ونحن نعمل للوصول الى ذلك. ونحن نريد مستقبل افضل
للفلسطينيين أيضا، انهم يستحقون ان يكون لديهم حكومة تنهي الارهاب ليس فقط لجعل
اطفالي امنين ولكن ايضا لجعل اطفالهم ينعمون بمستقبل مزدهر، وعندما ينتهي الارهاب
لن تحتاج إسرائيل للحواجز وعندما ينتهي الارهاب لن تعود هناك حاجة للجدار.
انتبه لنبرة صوتك، ان النبرة الابوية
والاستعلائية تغضب الأمريكيين والأوروبيين، إننا في مرحلة تاريخية لم يعد فيها
النظر لليهود بشكل عام والإسرائيليين بشكل خاص كشعب مضطهد، في الواقع ان المتعلمين
والفأهمين وأصحاب الرأي في أمريكا وأوروبا (من غير اليهود) ينظرون عادة للإسرائيليين
على انهم معتدون ومحتلون. امام هذا الوضع من المهم جدا ان لا يكون مناصروا إسرائيل
متغطرسون ومتعالون.
كلمات ممنوع استخدامها "نحن
مستعدون للسماح لهم ب ...." سماح، تصريح، تعليمات، سيطرة، كلمات يجب ان لا
نستخدمها في الحديث عن الفلسطينيين، عن تجارتهم وحركتهم وتنقلاتهم وحكومتهم، إذا كانت
الصورة ان الفلسطينيين طرف شريك على طريق السلام، فيجب ان لا تظهر ان إسرائيل في
الفهم أو في التطبيق تنظر اليهم كثانويين في العملية. يوجد قلق حول ما يجري في
الشرق الأوسط وطريقة حديثك عنه يجب ان لا تضع زيت على النار، يجب ان تكون
حذرا.
وقف وقف
وقف، غالبية هذه الوثيقة التي نقدمها لكم مكتوبة بأسلوب فيه
امل وايجابية ونغمة بناء ولكن هناك موضوع واحد في تصرفات الفلسطينيين عليك دائما
ومن حقك المطالبة بإنهائه، ودائما ستربح عند حديثك عنه، كرر كثيرا الحديث عن
الاهداف الجهادية والنغمة العسكرية للإرهابيين المدعومين من إيران بشرط ان
تستخدم كلماتهم وخطاباتهم . كلما اكثرت من ذلك كلما حصلت على
تعاطف مع إسرائيل.
كلمات لها مفعول وتأثير "تحقيق
علاقات سلمية يتطلب قيادة على الجانبين، سياسية واقتصادية وعسكرية وبسبب ذلك نحن
نقول ان على الفلسطينيين وقف لغة التحريض، وقف استخدام
لغة العنف، وقف لغة التهديد، انت لا تحقق السلام إذا استمرت
قيادتك العسكرية في الحديث عن الحرب، انت لا تحقق السلام إذا تحدث الناس عن رمي الآخرين
في البحر أو في الصحراء". كلمات اخرى مؤثرة "الإسرائيليون يعرفون كيف تعيش
حياتك اليومية تحت تهديد الإرهاب، يعرفون كيف يرسلون اطفالهم الى المدرسة اليوم
ويدفنوهم في الغد، بالنسبة لهم الارهاب ليس شيئا يقرأون عنه في الصحف، انه شيء
يرونه بأعينهم غالبية الوقت".
ذكر الناس مرة تلو المرة ان إسرائيل
تريد السلام. السبب الأول: إذا رأى الأمريكيون انه لا امل في الوصول للسلام فانهم
لا يريدون صرف أموالهم لمساعدة إسرائيل، السبب الثاني: ان المتحدث الذي يظهر امام
الناس وكل همه الوصول للسلام يربح التأييد دائما، إذا اردت الدعم والتأييد يجب ان
يكون هدف السلام دائما وراء أي شيء تريده وتريدهم ان يدعموه. هذا ذكرني
بحديث شارون عندما اقتحم الاقصى وهو يقول جئت هنا احمل رسالة سلام.ذكر الأمريكيين
دائما ان إسرائيل ملتزمة بالسلام كل الوقت وقل لهم عندما قرر السادات والملك حسين
الجنوح للسلام وجدوا إسرائيل جاهزة وتحقق السلام. كرر ذلك كثيرا.
أشياء يجب ان تكررها في كل مناسبة
"إسرائيل قدمت تنازلات مؤلمة وخاطرت لتعطي السلام فرصة، قامت بدون أي مقابل
بترحيل 9000 مستوطن من غزة وإجراء من الضفة الغربية وتركت البيوت والمدارس ودور
العبادة والمصانع على امل تجديد عملية السلام، ورغم كل ذلك استمرت العمليات الإرهابية،
بما في ذلك اطلاق الصواريخ عليها وإطلاق النار من سيارات مسرعة على الإسرائيليين
الابرياء. إسرائيل تعرف ان سلام دائم يعني ان تكون امنة من الارهاب وان تعيش في
حدود تؤهلها للدفاع عن نفسها " – هنا تجد وراء الكلمات تمهيد لموقف إسرائيل
بعدم العودة لحدود 1967.
الأمريكيون يريدون فريقا لتشجيعه والوقوف
معه (مثل المباريات الرياضية) اعطهم ذلك، اجعل العامة تعرف الاشياء الجيدة عن إسرائيل،
بعد ان تتأكد انك أوصلت لمستمعيك انك مهتم بالطرفين وانك تريد الخير والمستقبل
للطرفين، وبعد ان تتأكد انك أوصلتهم ان إسرائيل محبة للسلام وتعمل من أجله، ابدأ
في عملية بناء الصلات بين المجتمع الأمريكي والإسرائيلي وتحدث كثيرا عن التشابه في
القيم والمصالح، تحدث عن جهود مواطني إسرائيل اليهود والمسلمين في العمل معا من
اجل التطور التكنولوجي والعلمي وفي مجال الأبحاث، تحدث عن جهود إسرائيل العلمية في
البحث عن الطاقة البديلة، تحدث عن جهود إسرائيل في الاحياء التي يقطنها مواطنوها
العرب لرفع الوعي الصحي ومستوى المعيشة ولحصولهم على الحق الكامل في الاستفادة من
الخدمات الصحية الإسرائيلية ذات المستوى العالي جدا على الصعيد العالمي -
طبعا لوتز يعتمد في هذا الكذب على ان المستمع
الاجنبي بالتأكيد لا يعرف ان نسبة البطالة على سبيل المثال في ام الفحم العربية
32% بينما في تل ابيب اليهودية 4% وكذلك وحسب مكتب الاحصاء المركزي الإسرائيلي فان
الفارق في مجال الخدمات الصحية بين يهود إسرائيل وعرب إسرائيل يصل الى 212% وفي
مجال التعليم يصل الى 324% . تزويدهم بمعلومات كهذه وعن التعأون بين
مواطني إسرائيل من مختلف الأديان، في الابحاث العلمية والصحية يوصلهم الى ان
أمريكا وإسرائيل تتشاركان في الكثير، مثل الالتزام بحرية الاديان والصحافة والرأي
واحترام حقوق الآنسان والطفل وحقوق النساء والبيئة.
ارسم الخط المتشابه بين أمريكا وإسرائيل بما في ذلك
الحاجة للدفاع عن النفس من الارهاب. استخدم التاريخ والثقافة والقيم لتبيان
المشترك، كلما ركزت اكثر على التشابه بين إسرائيل وأمريكا كلما كسبت المحايدين
لصفك أكثر، ركز على ان إسرائيل حليف أمريكا في محاربة الإرهاب، تحدث عن 11 ايلول
باستفاضة، كيف 19 ارهابي قتلوا امريكيين وعن ذلك الارهابي الذي حأول استخدام حذاء
لتفجير الطائرة، واليوم عندما يسافر الأمريكي يتعرض في المطارات لإجراءات كثيرة من
التفتيش وخلع الاحذية وأجهزة الرقابة التي تؤثر على خصوصياته ويتأخر ويخسر الوقت،
ولكن تخيلوا ماذا ستفعل أمريكا لو قام الارهابيون بالدخول الى اراضيها اكثر من 250
مرة وقتلوا اطفالها وهم في الباص أو وهم يأكلون البيتزا؟ ماذا كانت ستفعل؟ تخيلوا
لو ان جيرانكم من كندا والمكسيك يطلقون الصواريخ عليكم.
الكتيب يستخدم بانتقائية حذرة، الكثير من المعلومات والأحداث
التي يعرفها الناس في الغرب ويسخرها لهدفه بقلب الحقائق وإقناعهم بأسلوب الحديث
الغربي بان إسرائيل هي مثلهم، وكل همها ان تعيش بسلام ومن خلال استخدام تصريحات
وأقوال لفلسطينيين يريد ان يرسخ لديهم ان هؤلاء لا يعرفون سوى لغة التهديد والعنف.
ثم يعلمهم اكثر على استخدام المصطلحات المفيدة، يقول لهم اياكم واستخدام الكلمات
والمصطلحات المطلقة، ( كل، دائما ،جميعهم، كليا ،مطلقا، ابدا، نهائيا )، لا
تستخدموا هذه الكلمات...المجتمع الغربي لا يقتنع بالأحكام المطلقة، لا يتعامل مع
الامور أسود وأبيض، يحبون الرمادي، اعطهم دائما ان هناك امل، هناك فسحة للسلام، قل
لهم ان لدى إسرائيل برنامج وخطة لتحقيق السلام، إذا لم تقل لهم ذلك فإنهم
سيتساءلون لماذا سيدعموا ما دام ليس هناك امل أو احد لديه برنامج لتحقيق السلام،
ولكن بعد ذلك قل لهم ان الامور معقدة كثيرا ولذلك الامر سيتطلب الكثير من الوقت،
وقل لهم كي يتحقق السلام يجب أولا ان يقتنع الطرفان ويعملوا معا ويتعأونوا وبعد
ذلك تخلق جسور الثقة وبعدها يمكن الاتفاق على الحدود وعلى اتفاقية سلام، قل لهم
السلام أولا ثم أي شيء اخر– بذلك يمهد لعدم مساءلة الصهاينة عن عدم تحقيق
شيء ولتحميل الطرف الآخر المسؤولية لرفضه التطبيع والعمل المشترك ضد الارهاب.
ثم يحذرهم من مهاجمة الاعلام ويشرح لهم أهميته وأهمية
العلاقة مع الصحفيين وزيارتهم والحديث معهم باستمرار ليس فقط عندما تريد منهم
شيئا، ويحذرهم من مهاجمة المجتمع الدولي أو الرأي العام العالمي؛ لأن ذلك سيجعل
المستمع يرى انك معزول والكل ضدك، يقول لهم اياكم واحذروا من الوقوع في ذلك
ويعطيهم امثلة عن جمل قالها زعماء إسرائيليون اضرت كثيرا "احد زعماء إسرائيل
قال لصحفي على الهواء في مقابلة تلفزيونية، مع كل الاحترام افحص معلوماتك وستعرف
ان عليك عدم الكتابة أو الحديث عن قصص فارغة". وزعيم اخر قال "لو
استمعنا لما كان العالم يقول لنا لما استطعنا بناء دولة وتحقيق هذه الآنجازات"،
عليك القيام بعكس ذلك، عليك كسب الصحافة وإعطاء فكرة أن الكثير الكثير في العالم
يؤيدوك، هذا يكسبك الكثير بين المترددين. مثلا إذا كنت في لقاء صحفي أو مناظرة
حوارية، أولا لست ملزما بالإجابة المباشرة على الأسئلة، انت من يحدد ما ستقول ثم حأول
دائما ان تجد جملة غير ذات أهمية قالها الصحفي أو خصمك في المناظرة وامتدحها (يعني
كبر رأسه) هذا يفيدك كثيرا؛ لأن المستمعين سينظروا إليك على انك غير متعصب بل
وعادل، اما الصحفي أو الخصم فانك ترضي غروره وتستوعبه. الاعلام مهم ولكن عليك
الذهاب حيث الناس. المحاضرات والنشرات والصحف مهمة ولكن لا تضيع وقتك عليها فالذين
يذهبون الى المحاضرات ويقرأون الصحف هم الواعون والمثقفون والعارفون ولن تستفيد
منهم كثيرا، الحق بالآنسان العادي، حسب الاحصائيات، معدل الوقت الذي يمضيه المواطن
الأمريكي العادي امام التلفزيون هو اربع ساعات وثلث يوميا، اذن عملك هناك.
لا تتحدث عن الدين، الأمريكيون الذين يرون في إسرائيل
دولة دينية هم معادون لإسرائيل وأي نقاش معهم حول الدين سيخسرك، حتى ان كثير منهم
مجرد ذكر ان إسرائيل دولة لليهود أو دولة صهيونية سيخسرك، تحدث معهم عن المشترك عن
التطور التكنولوجي وحقوق الآنسان والنساء والأطفال والحماية من الإرهاب، الكلمات
السحرية مع هؤلاء مثل الديموقراطية، الحرية، الامن والسلام. أما المسيحيون الأصوليين
أو الآنجيليون، والذين يشكلون ربع الأمريكيين هؤلاء مع إسرائيل كليا حتى اكثر من
بعض اليهود ويمكن ان نقول عنهم انهم "كورس يقول آمين لإسرائيل " والسبب
في ذلك ان دينهم يقول لهم ذلك تحدث معهم عن الله وليس عن الدين، إذا ناقشتهم في الدين
ستخسر، أحصر الحديث عن الله فقط.
تحدث مع الناس ببساطة وأحيانا بسذاجة وغباء "نريد
السلام نريد الازدهار نريد الديموقراطية كرر ذلك كثيرا، ثم استخدم الأسئلة الإستفهامية"
هل كثير علينا ان نطلب من حماس مجرد ان يستنكروا الارهاب والعمليات الآنتحارية؟!
هل من غير المنطق ان نصر على ان يتوقفوا عن قتل اطفالنا الابرياء قبل ان نجازف
بأمننا ونقدم تنازلات من اجل السلام؟!"، كيف تقولون دائرة من العنف عن أوضاعنا
بينما في الحقيقة حتى لو توقفت إسرائيل عن محاربة الارهاب فان هذا العنف لن
يتوقف؟! بينما لو توقف الارهاب الفلسطيني فان إسرائيل ستفقد أي سبب للقيام بمنع
التجول أو اقامة الحواجز أو اجراءات دفاعية اخرى. كيف تستطيع القيادة الفلسطينية
الحالية الادعاء انها تريد المضي في السلام بينما القيادة الفلسطينية قبل سنوات
قليلة رفضت عرضا بإنشاء دولة فلسطينية، والآن ترفض تنفيذ ما عليها في خارطة
الطريق؟! كيف يمكن ان اعمل سلام مع من يريدني ميتا؟! لماذا يصمت العالم على اهداف
حماس؟! كيف يمكن تحقيق سلام مع أناس يدرسون منذ الولادة كره اليهود وليس
فقط الإسرائيليين؟!
كذلك يركز الكتيب على ان المهم الحديث عن المستقبل
والابتعاد عن الحديث عن الماضي وعن التاريخ، كذلك الحديث بأسلوب ايجابي وعدم
استخدام اسلوب الحديث "النفي" لا تقولوا هدفي عدم حدوث كذا أو انا ضد
كذا أو علينا الابتعاد عن القيام بكذا بل دائما استخدم "هدفي العمل على كذا
والقيام بكذا وتحقيق كذا".
الملفت للنظر ايضا ان الفصل الثاني اقتصر على مجموعة من
المصطلحات والكلمات الهامة "للنجاح في التضليل"، مثل (الدبلوماسية
الاقتصادية). عند الحديث عن حصار غزة مثلا لا تقولوا عقوبات اقتصادية، لا تستخدموا
كلمة عقوبات بل "ان إسرائيل تستخدم الدبلوماسية الاقتصادية في محاربة الارهاب
والصواريخ . ولكن إذا كان حديثكم لمجموعة من الحزب الجمهوري الأمريكي فانهم يحبون
كلمات مثل العقوبات".
العشوائي أو المقصود عند الحديث عن الصواريخ لا تقولوا
حماس تطلق الصواريخ بشكل عشوائي فتقتل الاطفال بل الصواريخ تطلق بقصد قتل الاطفال.
بناء وليس منح لا تقولوا سنمنح الفلسطينيين شيئا ما لان
هذه الجملة تعني انك القوي والناس بطبيعتهم يتعاطفون مع الضعيف، استخدم "بناء
ظروف أفضل"؛ لأنها ايضا تعني الخطوة خطوة.
الاصولية الاسلامية هذا افضل مصطلح لوصف الحركات الارهابية
وابتعد عن مصطلحات فترة بوش الإبن، مثل الفاشية الاسلامية وما شابه.
الفصل الثالث من أهم الفصول وفيه يظهر بوضوح الخداع
والتضليل وهو عن حل الدولتين يقول لهم ان 78% من الأمريكيين يؤيدون حل الدولتين،
لذلك اياكم الحديث ضده ولكن تستطيعون الالتفاف عليه في الوقت الذي تدعون تأييده
وبطريقة تعفي إسرائيل من الالتزام بالبدأ بتنفيذه تحدثوا عن "المبدأ"،
التعايش المشترك والعيش جنبا الى جنب وركزوا على أهمية ونجاعة سياسة الخطوة خطوة
ومبدأ السلام أولا، وقف الارهاب أولا، استخدموا كلمات نتنياهو عن السلام الاقتصادي
والازدهار وحق الفلسطينيين في الوظائف والآنتعاش الاقتصادي.
عندما تقولوا السلام أولا فإنكم كمن يضرب عدة عصافير بحجر
واحد:
1.
توضحون
ان القضية معقدة وبحاجة لخطوات وفي نفس الوقت الحل سهل " السلام والتطبيع أولا".
2.
تركزون
على التعايش السلمي للطرفين والاحترام المتبادل.
3.
تحصلوا
على فرصة تكرار الأسئلة الاستفهامية.
كونك مدافع عن إسرائيل لا يعني ان تظهر انك معادي
للفلسطينيين، فرق دائما بين الشعب وبين حماس والقيادة، تحدث عن مآسي اطفال فلسطين
وتعاطفك معهم واستغل ذلك في مطالبتهم بوقف قتل الاطفال وقل لهم أوقفوا الارهاب ليس
من اجل اطفالنا فقط بل من اجل اطفالكم. وضح ان الصراع ايديولوجي وليس صراع على
الارض أو الحدود والمساحات بل هو صراع بين ايديولوجيا الارهاب وأيديولوجيا السلام.
المستوطنون، اجعل قاعدتك "لا احد في العالم يجب ان
يجبر على ترك بيته"، ذكر ان 20% من مواطني إسرائيل فلسطينيين ولا احد يطلب
اجبارهم على ترك بيوتهم. وان السلام والتعايش يحل مشاكل الجميع ولا يجبر احدا على
ترك بيته.
الفصل الرابع مخصص لحماس وينصح بقراءة مقاطع من ميثاقهم
للمستمعين، والتركيز دائما على علاقتهم بإيران.
الفصل رقم 12 حول قضية اللاجئين من الفصول التي يحاول
فيها السيد فرانك لوتز استخدام كل مهاراته لكسب الأمريكيين تحديدا ضد حقوق
اللاجيئين الفلسطينيين، في البداية يضع عنوان الفصل " حق العودة = حق
المصادرة "، ويشرح ان هذه من أهم القضايا التي يجب ان تعرف كيف تتحدث عنها،
يجب عدم السماح باي شكل بدخول مصطلح حق العودة الى معجم قادة الرأي، في أي وقت تسمعون
احدا ايا كان يقول حق العودة، يجب ان تردوا مباشرة بالتالي: لا، أنت
تتحدث عن حق المصادرة وليس حق العودة انك تتحدث عن اخذ من الإسرائيليين وهذا ما لا
نقبل به، ثم ركز على اللاجئين اليهود من الدول العربية مليون يهودي هجروا من مصر
والعراق واليمن والمغرب وسوريا وإيران ووصلوا الى إسرائيل بملابسهم فقط وخسروا كل أملاكهم،
في الوقت الذي يدعي فيه الفلسطينيون انهم خسروا املاكهم عام 1948، هناك مثلهم من
اليهود الذين خسروا كل شيء عندما طردوا من الدول العربية، ولا نستطيع الآن ببساطة
ارجاع عقارب الساعة الى الوراء لكلا الطرفين، بل يجب علينا النظر والعمل من اجل
المستقبل. حل الدولتين يحل المسألة، كل في دولته.
ثم هاجموا الدول النفطية الغنية مثل السعودية وإيران
وقولوا لو ان هذه الدول تستثمر اموالا في الضفة الغربية بدل استثماراتها في مخيمات
الإرهابيين والإنتحاريين؛ لأصبح مستوى حياة الفلسطينيين افضل بكثير.
قضية العودة من القضايا الصعبة والمعقدة على الإسرائيليين
لان لغتهم في الحديث عنها مثل " مفصولين ولكن متسأوين " هذه الكلمات هي
كلمات سنوات الخمسينيات في أمريكا حول السود، وكلمات الذين كانوا يدافعون عن الآبارتهايد
في الثمانينيات، الحقيقة التي يجب ان تعرفوها، الأمريكان لا يحبون ولا يؤمنون ولا
يقبلون بمبدأ " مفصولين ولكن متسأوين" حتى لو قلت لهم ان الطرفين الإسرائيلي
والفلسطيني يريدون ذلك، ببساطة هذه اللغة لا تقبلها آذان الأمريكيين بسبب تاريخهم.
ويضع هذا الفصل ستة قواعد يجب الالتزام بها في أي نقاش حول حق العودة:-
1- سمها مطالب واشتراطات – الأمريكيون لا يحبون عندما يضع
طرف شروطا على الآخر، قل ان الفلسطينيين لا يكتفون بدولة مستقلة لهم بل يشترطون
ايضا اخذ اراضي في داخل إسرائيل.
2- أوضح ان الحديث عن اناس لم يعيشوا يوما في داخل حدود إسرائيل
، وقل من عاش يمكن تعويضه اما احفادهم فهذا غير منطقي.
3- ركز على " في وقت ما في المستقبل... " ، وضح
ان الحديث يدور بلا تحديد مواعيد للبدأ أو للانتهاء وبلا تحديد نتائج وبلا اتفاق
نهائي وما شابه، فهذا يضعف موقف الفلسطينيين ويشكك في فعاليته.
4- ركز ان الموضوع ليس موضوع اراضي بل هو يتعلق
بدولة إسرائيل وان الفلسطينيين يطالبون اضافة الى دولة لهم ان يحصلوا على اراضي
داخل دولة إسرائيل المعترف بها عالميا.
5- الموضوع هجرة فلسطينية كبيرة الى إسرائيل، الأمريكيون
والفضل لاحداث 11 سبتمبر قلقون من موضوع الهجرة والمهاجرين لذلك سيتعاطفون معك في
هذا الجانب.
6- هذا يفشل عملية السلام، الأمريكيون يعتقدون انه
لا مكان لشروط تؤدي لفشل عملية السلام.
ثم يضع لهم الأسئلة الصعبة والمحرجة وكيفية التعامل معها،
مثل : انت تقول ان كل اليهود وحتى من يعتنق اليهودية حتى أولئك الذين لم تطأ
اقدامهم إسرائيل منذ آلاف السنين لهم الحق في العودة اما الفلسطينيون الذين عاشوا
فعليا في تل ابيب ليس لهم نفس الحق في العودة الى بيوتهم، الا ترى هذا نفاق وغير
منطقي ؟ الجواب: أي انسان ينظر الى تاريخ القرن العشرين سيجد ان اليهود في كل
انحاء العالم تعرضوا لاضطهاد وحشي بسبب هويتهم اليهودية، ومع الاسف كنا قبل حوالي
ستين عاما شهودا على الفظائع التي تعرض لها اليهود ولم يكن لهم مكان آمن يلجؤا له،
ولذلك كان احد الاسباب لتأسيس دولة إسرائيل هو ان يجد اليهود مكانا امنا يلجؤا له
. وهذا يختلف كثيرا عما يقوله الفلسطينيون " نريد دولة لشعبنا وكذلك نريد
ارضا داخل دولتكم". نحن نقبل طلبهم الأول ولكننا نرفض الثاني. اما اسوأ جواب
لسؤال محرج عن حق العودة: ماذا بالنسبة للفسطينيين الذين عاشوا فعليا في تل ابيب
وحيفا عاشوا هناك في بيوتهم وذهبوا الى المدارس وترعرعوا ونشأوا في ما هو اليوم إسرائيل
إلا يحق لهم العودة ؟ جواب سيء: لهم الحق في العيش في دولة شعبهم، نعم لهم، لهم
الحق في العيش في الدولة الفلسطينية، لهم الحق في العيش مع مجتمعهم مع ثقافتهم مع
عاداتهم، الفكرة ان يكون هناك دولة يهودية للشعب اليهودي، ودولة فلسطينية للشعب
الفلسطيني، اما تدفق مئات الآف الفلسطينيين الى إسرائيل دولة اليهود فهذا غير
مقبول مطلقا. لاحظوا الاعتماد على علم النفس في الفرق بين الجواب المؤثر
والمفيد والجواب السيء.
في كل الاحوال المجال لا يتسع للحديث عن كل الفصول على أهمية
ذلك، ولكن من الممكن ان نذكر عناوينها للفائدة ولمعرفة مدى شمولية الدليل، كيف
تتحدث عن إيران النووية، غزة حق إسرائيل في الدفاع عن النفس، الرسالة المركزية
السلام، المستوطنات، القدس، الدعم المالي والعسكري لإسرائيل، الجدار الامني
والحواجز، حق العودة، الامم المتحدة، العرب الإسرائيليون، الاطفال وثقافة
الكراهية، دروس مفيدة من لغة وطريقة حديث الرئيس أوباما، كيفية الحديث لليسار
الأمريكي، إسرائيل داخل الجامعات. اأما الملاحق، الأول عن الأسئلة الصعبة والمحرجة
وكيفية التعاطي معها، الثاني ترجمة من ميثاق حماس، الثالث أرقام مهمة، الرابع
بوسترات وشعارات مفيدة.
الية العمل هذه بمعنى حرص قيادات اللوبي الصهيوني على
تنظيم العمل وتوزيعه والتأكد من كفاءة نشطائه وقيامهم بمهامهم بالشكل الصحيح هي ما
يؤدي لنتائج مثمرة، واللوبي موجود ليس فقط في الكونغرس أو البيت الابيض أو
البرلمانات الأوروبية بل هو موجود في مختلف قطاعات المجتمع، لديهم منظمات في
الجامعات وفي سكن الطلاب ولديهم منظمات مختصة بمراقبة وسائل الاعلام مثل منظمة
"كاميرا" وغيرها، وعملهم كله ينطلق من مبدأ الترهيب والترغيب ومتواصل
ويستخدمون كل عناصرهم وكل طاقاتهم كل في مجاله ويستغلون كل حدث مهما صغر.
انا لا ادعي اننا إذا سابقناهم في الحديث مع الشعوب الأوروبية
والأمريكية فان مشكلتنا تحل، ولكن بالتأكيد هذا له أهمية كبيرة يجب ان نتنبه لها،
على الاقل ان نعرف كيف نتحدث لهؤلاء وان نعرف خصائصهم الثقافية، لسنا بحاجة للكذب
مثل اللوبي الصهيوني ولسنا بحاجة لقلب الحقائق، فقط علينا ان نعرف كيف نعبر عن
انفسنا وكيف نوصل الحقيقة بلغة وطريقة يفهمها هؤلاء، الحديث مع سكان نيويورك أو
باريس ليس مثل الحديث مع أبناء الدهيشة وعين الحلوة وجباليا، من الممكن ان يكون
نفس المضمون ونفس الفكرة ولكن بلغة مختلفة وثقافة مختلفة وأمثلة مختلفة، لاحظت في
فترة الإنتفاضة الثانية كيف كان الاعلام الغربي يجري المناظرات التلفزيونية بين إسرائيلي
من اصل امريكي أو بريطاني وفلسطيني لغته الإنجليزية بمستوى الأول ابتدائي، المسالة
ليست فقط في اللغة بل ان امتلاك ناصية اللغة يؤهلك لمعرفة الثقافة والمصطلحات
المستخدمة والأمثلة المناسبة التي يفهمها اصحاب تلك الثقافة .
هل يخضع دبلوماسيونا أو موظفوا سفاراتنا أو طلابنا في الخارج
لدورات تعليمية في هذا المجال؟ هل لدينا دورات متخصصة للعاملين في الاعلام؟، اثناء
قرائتي لهذا الكتيب الصهيوني تذكرت عدة أحداث، في احدى المرات كنا في مؤتمر للأمم
المتحدة في نيويورك حول القضية الفلسطينية وعندما القى رئيس الوفد الفلسطيني كلمته
وهو من كبار الزعماء الفلسطينيين بدأ حديثه عن المؤتمر الصهيوني الأول ثم تحدث عن
وعد بلفور ثم احداث عام 29 ثم الكتاب الابيض في الثلاثينيات وعندما اقترب من فترة
النكبة انتهى وقته، علما ان الحضور كان من الخبراء الذين يعرفون كل ذلك التاريخ
وكانوا ينتظرون حديثا عن اليوم وعن المطلوب عمله، وفي مرة اخرى في بداية الإنتفاضة
الثانية كنا في مؤتمر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف وكان الجو
العام لصالحنا، وكان معنا احد الاطفال الذي فقد عينه برصاص جيش الاحتلال وغيره من
الضحايا، وجاء خبر اثناء الجلسة ان الاحتلال قصف نابلس بطائرات ال اف 16 فطلب
المندوب الفلسطيني كلمة طارئة وقال "هؤلاء الفاشيون لا ينفع معهم سوى الكفاح
المسلح"، فأصبح المندوبون الأجانب يسألوننا إذا ماذا تريدون منا ولماذا جئتم
الى هنا.
خطر لي ان نستخدم هذا الكتيب مع تعديلات طفيفة، على الاقل
ما دام ليس لدينا ما هو مثله حتى الآن، فإذا استخدمناه نحن يصبح حقيقة وليس أكاذيب
وتضليل فما ورد فيه في الواقع يعبر عن الموقف الفلسطيني فنحن الضحية ونحن من يسعى
للسلام ونحن من عليه ان يخاطب العالم بهذه الحقائق. وليس عيبا ان تتعلم من عدوك.
هذه الورقة البحثية تم أخذها من موقع الكاتب :-
0 التعليقات:
إرسال تعليق
أي تعليق مسيئ أو يحوي على كلمات لا أخلاقية سيتم حذفه .. شكرا لكم