خلال الطريق، الذي يستخدمه الكثيرون للوصول إلى أشغالاهم ودراستهم بشكل يومي، من جنين إلى نابلس تكون مجبرا على الاستماع إلى إحدى الإذاعات التي يريدها السائق والتي تعجب مزاجه.
والطريف في هذه الإذاعات جميعها أن كم الإعلانات الموجهة إلى الخارجين صباحا لأعمالهم، وهو الشيء الوحيد الذي ربما يستطيع اتقانه "الفلسطينيون"
على القدر الذي لا يعملون به إنما مع شركات في الخارج.
من هذا الموضوع هنالك دائما الإعلانات الموجهة إلى الطلبة، ومنها إحدى الدعايات التي تدعو الطلبة إلى استعمال الإلكترونيات (اللابتوب) من أجل التعلم في مدارسهم.
الطريف في هذا الموضوع أن نتذكر الأيام الخوالي التي كنا فيها طلبة في المدارس، كنا في أغلب الأحيان" حادي" النقد لنظامنا المجتمعي الذي نعيش فيه، سواء نحن أو آبائنا أو المجتمع الذي يرافقنا.
كان في هذا الصدد يخبرنا المعلمون والأساتذة في المدارس أننا متأخرون، وأننا لن نلحق بالغرب في تطورهم وتقدمهم التكنولوجي والصناعي وحتى "الأخلاقي".
كانت من إحدى النظريات التي نسمع بها ونؤيدها نحن الطلبة تماما، بأن في السويد وماليزيا وتركيا، يعطى الطلبة جهاز لابتوب للتعلم، يحمله الطالب إلى المدرسة ويغادر به، دون أن يحمل جحيم الكتب على ظهره دون فائدة.
كنا نحن الطلبة بطبيعتنا نوافق على ذلك بسذاجتنا من أجل أن نتخلص من حمل الكتب التي كانت على ظهورنا.
وعلنا نقول بأن السذاجة الأخرى التي كانت تحملنا على القول والمطالبة والتمني بأن يكون هذا العالم لنا أيضا، أن نستخدم هذه الأجهزة للألعاب: وأذكر أحد الطلبة قال: "والله لنلعب فيهن celtic في الصف (1): لعبة من الألعاب العالمية في لعبة
counter ctrick.
هذه السذاجة التي كانت تجرنا إلى ذلك المربع، هي بذاتها سذاجة الوعي الجمعي الذي عشنا فيه، وللأسف أن هذا الوعي الجمعي اليوم مختلف تماما، بثقة تامة أن هذه الأجهزة اليوم التي تدعي الإعلانات بأنها الحل الوحيد للتعلم، هي سذاجة المجتمع اليوم الذي يتوجه نحو التعامل مع ما يطلق عليه زورا وبهتانا مواقع التواصل الإجتماعي.
إلى ذلك الوقت الذي ستطل علينا الإعلانات الجديدة بعد مضي 5 أو 10 أعوام بإعلانات تقول بأننا لا زلنا متأخرين وأن هذا الإعلان الجديد سيطلق أيدينا نحو التقدم، علينا أن نستمر في بناء وعينا الجمعي الذي نكتسبه نحن وآبائنا وأبنائنا في المستقبل.
0 التعليقات:
إرسال تعليق
أي تعليق مسيئ أو يحوي على كلمات لا أخلاقية سيتم حذفه .. شكرا لكم