الاثنين، 28 يناير 2013

هاكَ الحُبُّ حينَ يَتَجَلّى بالكَلِمات ....




ما الحَدُّ يا مُحمّد ؟ ، الحَدُّ حَدّ الجَوارِحِ وَما نَملِكُ أم حَدُّ الرّوحِ وَالقَلْبِ وَالخَيال؟ ، أمّا عَمَلُ الجوارِح فَحَدُّهُ الخِيانَةُ وَالحَرامُ، وَلا أنا بالّذي يَتَعداهُ ولا أنتِ، أمّا حَدُّ القَلْبِ وَالرّوح فَحَيثُ يَهيمانِ إلى حَيْثُ تُقدَّرُ الأعمارُ وَالأقدارُ وَالأمصارُ، حَيْثُ لا زَمانَ وَلا مَكانَ وَلا تَواريخَ وَلا ليلٌ وَلا نَهار، وَهبي أنّي خَرَجْتُ مِنْ هَذا المَكانِ ثُمَّ لَمْ اعُدْ إليهِ هَلْ تُفارِقُهُ روحيَ أو يُفارِقُهُ قَلبي؟ وَهَلْ لِيَ عَليها سُلطانٌ؟، لَيْتَهُ حَقًا كَانَ!،

فأريحَ وأستريحَ، فإنْ كانا باقِيَيّنِ هُنا حَضَرْتُ أمْ غِبْتُ شِئْتُ أم أبَيْتُ، فَما الّذي نُصيبُهُ بِالبُعْدِ سِوَى خِيانَةُ القَلْبِ والرّوحِ، وَهَلْ يَكونُ الشّيءُ مَعدومًا طَالما بَقِيَ سِرًا فِيْ القَلْبِ حَتْى إذا أفصَحْتُ عَنْهُ أُجيب؟، إذْ أفصِحُ عَنْهُ وَلا أبالي فَهُوَ إذَنْ مَوجودٌ، لا اقْمَعُهُ فَكَأنّيَ أنكِرُ نَفسيَ، وَلكنْ أصونهُ بِالعَفافِ وَأحفَظُهُ بالتذممّ وَأكرِمُهُ بالوفاءِ، وَلقَدْ وَجدّتُني أفكرُ بِكِ ثُمَّ اسْتَذكِرُ السُّدودَ وَالحُدودَ وَالقُيودَ ثُمَّ افرُغُ مِنها إلى الخَيالِ وَالوَهمِ، خَيالُ الصّبِيّ أوّلُ بُلوغِهِ الحُلمَ يَصنَعُ الدُّنيا عَلى مِثالِ أحلامِهِ هُنا، حِينَ يَرقُدُ لِنَومِهِ فَيَزورُهُ طَيْفُ المَرأةِ النّاضِجَةِ الشّابَةِ الّتي دُونَها وَدونَهُ كُلُّ الأسبابِ، فَإذا رَقَدَ وَزارَهُ الطّيْفُ قُبيلَ نَومِهِ فَزِعَ إلى أوهامهِ وَخيالاتِهِ يَختَرِعُ أزمِنَةً غَيْرَ هَذِهِ الأزمِنَةِ، أمكِنَةً غَيرَ هَذهِ الأمكِنَةِ، بَشَرًا غَيرَ هَؤلاءِ البَشَرِ وَقَواعِدَ غَيرَ الّتي نَحيا بِها، وَقَد يصوّرُ نَفسَهُ وإيّاها وَقَدْ اجتَمَعا عَلى مَركَبٍ يُحَطّمُهُ المَوجُ، لِيَجِدَ نَفسَهُ وَإيّاها وَحيدَينِ فِيْ جَزيرَةٍ مُنقَطِعَةٍ لا حَياةَ فيها وَلا سَبيلَ للخُروجِ مِنها ابدَ العُمرِ، وَهكَذا تَتَواطَأ الضّرورَةُ بِاحكامِها لتُلَب يَ مَطالِبَ الرّغبَةِ، فإذا كَانَ هَذا الصّبِيُّ آثِمًا فَلَيسَ عَلىْ هَذِهِ البَسيطَةُ إلا آثمٌ، ذلِكَ هُوَ فَضاءُ القَلبِ وَالرّوحِ، فَكَيفَ نُنكِرُهُ عَلى أنفُسِنا فَنُنكِرُهُ عَلى الجُّملَةِ؟ . ........


وهاك كلامه:


http://www.youtube.com/watch?v=p80pg9AHSn0&feature=player_embedded#

0 التعليقات:

إرسال تعليق

أي تعليق مسيئ أو يحوي على كلمات لا أخلاقية سيتم حذفه .. شكرا لكم