الكثير الكثير من
الأسئلة دارت في مخيلتي حول روبرت مردوخ، إمبراطور الإعلام العالمي، ولكني إجاباتها كانت غير مرتبة. كان في مخيلتي الكثير
عنه، لكن!، لم يكن في مخيتلي إجابة لسؤال يشغل الكثير، إلى متى سيبقى مردوخ ؟!
ولكن
مع مرور الوقت بدأت تتضح لي الصورة، فمردوخ عقل سلطوي لا يتأنى في السيطرة على أي وسيلة إعلام متاحة للبيع،
ولم توفر شركته نيوز كوربوريشن أي فرصة للاستثمار محليا، أو إقليميا، أو عالميا،
أو في مستوى كان كبيرا أم صغيرا، في أي مجال يستطيع منه السيطرة حتى وصل إلى
المجال الثقافي والأدبي.
إن مردوخ بعقله وفكره
الذي يحمل، وبعدم رضاه الدائم عن ممتلكاته، ورغبته الدائمة في التوسع، يعمل بتوحيه
الإعلام نحو تدمير قوى الضد الذي فيه،
فاستيلائاته المستمرة في الإعلام لم تكن إلا مركز ضغط على القوة المهيمنة في البلد
الذي ستعمل فيه شركته الكبرى.
ولعل أفضل مثال في هذا هو السيطرة على الإعلام
البريطاني التي وصلت نسبتها إلى 60%. هذه النسب التي تزداد في طلبات وعروض مردوخ
المتكررة والتي كانت آخرها بعرض قدمه إلى شركة بي سكاي لشراء كامل الشركة بمبلغ 12
مليار جنيه استرليني.
ولا مجال لها لأن تكون خدماتها تطوير الإعلام. فلا شك أن عقلية هذا المستثمر الدئوب هي عقلية اقتصادية بحتة، وليس هنالك أدنى شك لدي أن هكذا عقل لا يعمل في ابتكارات لتنمية الإعلام والصحافة. وليس الحديث هنا عن عمره الذي قضاه في الصحافة، فلعلها كانت متواجدة في شبابه اليافع عندما استلم من أبيه بعد وفاته إدارة الصحيفة التي كان يملكها ذا نيوز(الأخبار) وهو في سن الثانية والعشرين.
هذا هو مردوخ في نظري، ولعلي كإنسان لا يملك من الحياة خبرة، أو لاختلاف طريقة الحياة التي أحياها، أو لا أدري الآن كيف أصف هذه الحالة، لا أستطيع التفكير في الذي يريده مردوخ، ولا أعلم ما إذا كان يريده "المال"، ولا أريد الدخول في تفكير متتالي حول ماهية الإعلام الذي بناه مردوخ، هل هو في خدمة .... أو في .... أو أو أو ؟!!
لا شك في أن مردوخ
طيلة هذه الحياة لم يدعم فكرة أو مبدأ استمر عليه، فمنذ أربعين عاما لم يكن مردوخ
في صف أي أحد دعمه، والذي أستطيع قوله هو أن المصلحة "نمو استثماراته،
هو عامل مهم لديه في رفع الدعم أو إزالته، وخاصة على السياسيين. وإن كانت فكرته في
الدعم كما يقول البعض أنها الأفكار التي يؤمن بها، فلعله سؤال لكل من يؤمن بهذا،
لماذا يدعم إعلام مردوخ الأشخاص بدلا من الأفكار(الأحزاب) التي يؤمن بها ؟ ..
فالأولى بمردوخ أن يدعم فكرته مهما كان من يقودها؛ ومن واجبه تجاه فكرته أن يدعم
الفكرة(الحزب) ويصوب قراراته نحو المواضيع السياسية، لا أن يتملص إلى الجانب
الآخر، فتصبح أفكاره مع الآخرين وبها تنتقل مصالحه.
ربما الآن ومع كل هذه
السيطرة التي يستحوذ عليها مردوخ، لا يجول في خاطري غير استفسار وحيد.
مردوخ وبعد وصوله لسن
الثمانين ومع كل ما تملكه شركته، والذي باعتقادي هو الشخص الوحيد القادر على إدارة
هذه الممتلكات، فعقليته اللامتناهية تفتح آفاقا جديدة للسيطرة، وبالتأكيد فإن ابنه
ومديره جيمس(المدير العام لشركة بي سكاي) لا يصل في فكر السيطرة إلى فكره.
مردوخ وإن طال به
العمر، فهو الآن في عداد المتقاعدين والموتى، هل ستبقى السيطرة بعد وفاته؟ وهل
سيكون هنالك مسيطر آخر؟
وهل كما بدأ في
السيطرة في بريطانيا بدأنا نحن كعرب نرى السيطرة تخرج لرجل عربي اسمه محمد أمين
صاحب شركة الأمين الإعلامية والذي بدأ يسيطر بقوة في الإعلام المصري ؟!
جميل السؤال الذي طرحت وتعرضت هنا لفكرة جوهرية في اعلام ماردوخ بقولك :
ردحذف( لماذا يدعم إعلام مردوخ الأشخاص بدلا من الأفكار(الأحزاب) التي يؤمن بها ؟ .. فالأولى بمردوخ أن يدعم فكرته مهما كان من يقودها؛ ومن واجبه تجاه فكرته أن يدعم الفكرة(الحزب) ويصوب قراراته نحو المواضيع السياسية، لا أن يتملص إلى الجانب الآخر، فتصبح أفكاره مع الآخرين وبها تنتقل مصالحه.)
ولكن هل ابنه مهتم بالجانب الاقتصاجي أم الاعلامي أكثر ؟ فإن سيطرته المستقبلية إن كان هو المسيطر طبعا ستكون بحسب ميوله إما ان يعتبر الاعلام ( بيزنس ) ويكون متوغل فيه اقتصاديا بعيداً عن الفكرة الاعلامية ومعايرها أو يحسن على امبراطورية أبيه من ناحية إعلامية ويصنع جديد فيها :)
كما قلت ماردوخ في عداد الموتى ولم يضف اي فكرة للاعلام ( كان استخدامه سلبي جدا له ) وكلي امل أن تكون بالمستقبل هناك امبراطورية إعلامية عربية بقوة إعلامية جيدة وفكرة قوية إن شاء الله :)
تحياتي : ميسر أبو خليل
بكل تأكيد، مردوخ وابنه لا يأبهان إلا للاقتصاد، وليست نظرة ولده جيمس إلا في تقوية اقتصاده، وما تعلمه لا يصل إلى حنكة أبيه، وليس لديه القدرة على إبقاء السيطرة التي تمتع بها والده.
حذفمن الصعب أن نبني قوة إعلامية عربية قادرة على "الهيمنة" على الإعلام من دون الإقتصاد، وهو ما يفعله رجل الأعمال المصري: محمد أمين .. من الأجدر بنا القول أنه يمكننا أن نكون إعلاميين مختلفين، لكننا لن نتخلى عن جزء أساس وهو حريتنا، وهو ما نحاول بناءه في أنفسنا وما أراه شخصيا في الجيل الإعلامي الجديد(جزء مهم من المستقبل)الذي نخالطه في الجامعات، رغم قلة عدده
شكرا لمرورك .. أهلا بك