من المؤكد أن لا أحد ينظر إلى قضيته
بطريقة "الظلم" إلا إن كان من النوع الخاسر"العميل"، ومصطلحه
في ذلك على موازاة أهل البنوك في الحديث عن عملائهم، فالهم الأكبر هو الربح، والهدف
هنا بالتأكيد الربح الكبير، لكن لا أدري إن كانت أرباحي تتلائم مع من اتسعت جيوبهم
لأكثر من ذلك.
المحبة و..و..و........ لوطني شيء لا
أخفيه، ولا أحبذ أن أستفيض فيه فهو شيء خاص بي. لكن الأهم هو طريقتي وطريقة الشعب
التي نتعامل بها في النظر للقضية الفلسطينية(الصراع الفلسطيني الإسرائيلي).
لم تعدُ طريقة تفكيرنا إلى ما تؤول به
الأمور كفلسطيني ينتصر لقضيته، فبالتأكيد من ينظر إلى الخارج عبر النظارة، سيرى في
أقاصيه حد النظارتين، وهذه هي طريقة نظرتنا إلى قضيتنا الفلسطينية، فكثيرا ما
تعلمنا عن الفكر والتفكير، إلا أننا لم نسع إلى تطبيق بعض منها في واقعنا وخاصة
الفلسطيني، وهو مجال حافل للتطبيق.
قضيتنا الفلسطينية ننظر لها برمتها من
"داخل الصندوق" ولا أظن أننا حاولنا النظر لها من خارجه، أي أن نراها
بنمط فكري مختلف، كما في نظرياتنا التعليمية الفكرية. فبالطبع النظر للشيء من
خارجه يختلف تماما عن النظر للأمور من داخلها. وهذا الأمر بالتحديد التطبيق العملي
لقاعدة التفكير خارج الصندوق.
بصراحة، لم أنظر إلى القضية الفلسطينية من قبل
خارج صندوقي "المعتوه"،ولكن أظن أني اكتشفت شيئا جديدا فيما يخص طريقة
تفكيرنا، وهو عدم القدرة على التماهي والمنافسة مع سياسات إسرائيل في نظرتها
للصراع، من خلال التفكير من خارج الصندوق، ولعل أقرب مثال هو الطريق الإعلامي الذي يسلكه الإعلام
الإسرائيلي، ونظيره الفلسطيني.
المهم
في هذه النظرة أن نعود في التاريخ لنقرأ ما كتب من خارج الصندوق في حقبة فلسطين عام 1948 وما قبلها. فلا شك أن البريطانيين
وما قاموا به من مساعدة اليهود هو أمر منحاز
تماما ولا شكية لأحد
في ذلك إلا من قال أن هذه الأرض لغير الفلسطينيين.
وجدلا فإننا نقول أن اليهود في هذه
الأرض لهم حق، فإن ما سنقوم به من خارج صندوقنا هو اتهام بريطانيا بالعنصرية
التامة على القضية وانحيازها لصاحب حق ضد صاحب حق آخر، والأصل في ذلك أن ما قام به
البريطان هو إشعال فتيل حرب أهلية بين الأهل والمتصالحين في كينوناتهم، فما حافظ
عليه الفلسطينيون طيلة فترة الترحال التي "تنعم" بها اليهود، عوقبوا
عليه بالقتل والتشريد من ديارهم بدلا من أن يكرموا ويشكروا.
ما حدث من وجهة نظر خارجية لصندوقنا،
أن أهل فلسطين لم يدركوا السياسة ولم يعرفوا كيفية اللعب مع الأسياد والنخب في هذه
اللعبة، وهو أمر طبيعي فيزوقراطي لطريقة حياة اتبعها ثيوردور هرتزل في فكره عند
كتابته لكتاب دولة اليهود، فالكل ينظر إلى أن اليهود استطاعوا أن ينظموا أنفسهم
ويحموا ممتلكاتهم عبر اعتماد الانتداب الذي فرضته عصبة الأمم عام 1920م واستمر حتى
1948م، وهو الأمر الذي لم يستطع الفلسطينيون أن يستثمروه.
بهذه النظرة فإن ما حدث في فلسطين هو حرب أهلية
أدت إلى اقتسام فلسطين التاريخية بين الشعب الواحد، وفي المساعي الحثيثة لكي لا
تستمر المواجهات التي من المؤكد أنها ستؤدي إلى حرب أهلية ضروس فقد فسارعت الأمم
المتحدة إلى قبول إسرائيل كعضو في الأمم المتحدة وحتى ذلك الحين دون حدود، وهو
الأمر المضرد الذي قد يؤدي إلى نشوب الحرب، فلم يعد بمقدور أحد أن يتجاهل طبيعة
العلاقة القائمة بينهم.
بهذا
فإن كان لليهودي في نتانيا وغيرها من المدن الفلسطينية حق، أو للعربي الفلسطيني في إسرائيل حق هنا أم
هنالك، فأنا
بهذا أدعو إلى حقي المتحفظ عليه هنا وهنالك، وهو برأيي
أفضل حل لما تواجهه هذه الفترة وهذه المنطقة (الضفة وغزة)، لنعود كلحمة واحدة في
مجال جغرافية اللا محدود المتبعة في الدولة القطرية.
0 التعليقات:
إرسال تعليق
أي تعليق مسيئ أو يحوي على كلمات لا أخلاقية سيتم حذفه .. شكرا لكم