على عتبة "الدار" تنتظر الشتاء بتفاصيله الجميلة، بدفئه وبرودته، لكن هنا: في هذه الدار الباردة. هنا بعيدا عما أراه من الدفئ والحرارة، تستيقظ صباحا لترى الغيث قد أهل بالأرض معطيا لها، وتتذكر بعض طول غياب: "لولا رحمته بالبهائهم".

تأتي لتدع ظهرك لنابلس، مستشرفا البحر وأمجاده وخيباته، تنطر إلى ذلك الساحل لترى الجنود والجيوش التي عبرته شمالا وجنوبا، تحملق بعينيك وتتمنى القرب منهم، تحاول أن تعاصرهم، لكن لن تستطيع. يهيبك منظر البحر الجلي الذي وقف سدا منيعا أمام الجميع، في الضياء وفي الظلام.