الجمعة، 23 مارس 2012

الطريق إلى الجامعة




عبؤ الدراسة، وضغوط الحياة مع صغرها، ورؤية المستقبل وغيرها ...، تأتي في خضمها معاناة شبابية، مع الإطرار إلى التأقلم معها دون أي سبيل، فلا حراك ولا جديد، فحركة السير هي هي، لم تتغير، ولم تطرأ أي تحسينات عليها، ومعاناة الطلاب في جامعة النجاح هي أقرب إلى الجحيم المستعر. فكل يوم معاناة في الذهاب والإياب.
إن هذا الاقتصار لا يمكن تضمينه في جملة اللا إمكانيات، إلا أنه يأتي في جملة التقصيرات وعدم الاهتمام والمتابعة في توفير ما يتطلب من الراحة والأمان لهؤلاء الطلبة  أو للمجتمع بشكل عام في الحصول على خدمات مميزة نظيرا لما يدفع من تكلفتها.
معاناة طلبة النجاح في قدومهم إلى الجامعة بنظام مواصلات مقيت، فعندما تأتي الساعة المعهودة والمكروهة، هذه اللحظة المرتقبة هي محط انزعاج من جميع الطلبة، وسيراها الناظر جليا على مُحيا كل طالب.

النظام الخارجي
تذكر الطالبة ميسر أبو خليل(20 عاما) من كلية الإعلام معاناتها مع المواصلات فتقول: تتكرر المعاناة كل يوم منذ لحظة الخروج من طولكرم إلى نابلس حيث تتجسد المعاناة في أشكالها وأوقاتها المختلفة، وتبقى عبئاً يتحمله الطالب من أجل الوصول إلى مكان تعليمه، فمن ازدحام المرور إلى سوء الأعمال على الطرق في مداخل المدينتين، إلى الجانب الأخلاقي الذي لا اعتبارية له مع السائقين، حتى أني أتخيلهم "حاملين بضاعة مش ناس".
أما محمد حلوم(19 عاما) طالب الإعلام من قرية سنجل قضاء رام الله، فيصف الصعوبات التي تواجهه أثناء تنقله اليومي بين سنجل ونابلس: إن أكثر شيء يؤرقني أثناء تنقلي باتجاه جامعتي هو عدم توافر المواصلات بين قريتي سنجل، وهو ما يطرني للمشي مسافة كيلو متر للوصول إلى الشارع الرئيسي بين رام الله ونابلس، وهنا تبدأ معاناة أخرى في إيجاد سيارة تقلني إلى نابلس، وبعد السيارة ترافقك معاملة السائق حتى الوصول إلى نابلس، فمن العجيب أن تكون معاملة السائق معاملة جيدة.

النظام الداخلي
مكارم مرمش (19 عاما) من كلية تكنولوجيا المعلومات يعبر عن وضع نظام المواصلات بالقول: إنه سيئ للغاية، فهو لا يراعى العدد الحقيقي للطلبة، فالسيارات المتواجدة لا تكفي لنقل الطلاب، وهو لربما العامل الذي يؤدي إلى الأزمة في وقت الذروة، وهو الحل الذي يجب أن تتنبه له الجامعة مع الإدارة المحلية للمواصلات. ولنقل وبشكل آخر فإن عدد الطلبة الكبير واختلافهم يؤدي إلى الإخلال بالنظام إن وجد.
إن العوامل كثيرة ولعلنا نذكر منها دور الأمن، فهو لا يتعامل بجدية مع أزمة المرور أمام أزمة حقيقية عليه تنظيمها، بل في بعض الأحيان وفي وقت الأزمات لا تجدهم على رأس عملهم.

تخرج مدروس
هذا المعيقات التي يراها الطلبة بمجملهم، لم تنر إلا في فكرة لمشروع تخرج لثلاثة طلاب من كلية الهندسة، فمراد شومان(21 عاما)، وحذيفة عصام(21 عاما)، ومعن عطير(21 عاما)، انطلقوا بفكرة لمشروع تخرجهم، فهم الآن في بداية دراسة علمية ميدانية، تهدف للوصول إلى حلول إبداعية من أجل الخروج من أزمة المواصلات التي تعم مدخل الجامعة في وقت أزماتها.
ويتحدث شومان عن الفكرة: خرجت الفكرة في البداية من معاناتنا كطلبة، ومن رؤيتنا لمعاناة زملائنا من المواصلات، وما نراه من الأزمة على بوابة الجامعة، فتأخر المواصلات وأزمة الحركة التي تعيقها، والنوع الواحد من المركبات المقتصر على السيارات العمومية، والباصات التي لا تعتمد على الوقت في انطلاقاتها، وعدم فاعلية الشرطة في تسيير المرور، والذي هم في عددهم غير كاف لإدارة أزمة بهذا الحجم. كلها كانت دعما لنا من أجل المضي قدما نحو الدراسة آملين أن تطبق الأفكار التي سيخرج بها البحث. ومع هذا فلن نتعجل في الكلام عن الحلول، فهي ستبنى على الدراسات الميدانية والبحث العلمي الممنهج.
أما المشرف على الطلبة في مشروعهم أ.د. سمير أبو عيشة، فقد أثنى على الطلبة، وأكد أن البناء العلمي المدروس لهذه الدراسة يشجع على تبنيها وتطبيقها وأن تسعى من خلالها الجامعة لخدمة الطلبة.

نهاية طريق
لا يعد كون المواصلات سيئة، وعدم قدرة الجهات المسؤولة على مواجهتها، بأن النظام ليس جيدا، وكذلك فما يرمي له أي مواطن هو راحة البال، ولعلنا نكون مع المنظمين في النظر إلى الموضوع من الزوايا المختلفة، ونحن معكم إذ أن الحمل ثقيل، لكن هذا لا يجعل منك غير مكلف على توصيل احتياجات الناس. فمن أراد المنافسة والوصول إلى القمة عليه أن يتحمل وأن يزيد من مقدوره أضعافا حتى يصل إلى ما يريد، فحجم المدينة وتناميها، ينطبق عليه اصلاحات وتوسعات.
وكذلك فإن الزاوية الأخرى تحتم علينا النظر إلى العدد الذي تحويه جامعة النجاح من الطلبة، وما يترتب عليه من تبعات في التنامي المطرب للمدينة في الاقتصاد، وهو ما يجب على التوسع أن يسعى إلى توفير الراحة لهم. وكذلك فهذه الزاوية تحتم على الجامعة أن ترمي بثقلها من أجل تطبيق هكذا مشاريع لراحة لطلبتها.
صحيح أن هذا المشاكل متواجدة وقياسها في نابلس وجامعة النجاح، إلا أن هذا الأمر غير مقتصر عليها، فجل الجامعات تتمتع مواصلاتها بهكذا أزمة


تنويه:
الصورة الموجوة هي لإخلاء تم في الجامعة قبل عامين .. اعتذر عن هذه الصورة فهي تعبر بشكل غير لائق؛ لكن فترة دوامي لم تمكني من التقاط صورة للحدث، ولم أجد أي صورة تعبر بالشكل الطبيعي.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

أي تعليق مسيئ أو يحوي على كلمات لا أخلاقية سيتم حذفه .. شكرا لكم